استضاف مسرح البلدية في منطقة كمبيتا وسط باريس، حفلة موسيقية أحياها الفنان السوري الملتزم سميح شقير، والموسيقي الشاب وسيم إسماعيل، ويعود ريع الأمسية لدعم اللاجئين السوريين. وضم الجمهور نخبة المشهد الثقافي السوري واللبناني المتواجد في فرنسا، وحشداً من الجالية السورية وفرنسيين. كما ساعد بعض الفنانين كالمخرجة السينمائية هالة العبدالله، في الأمور التنظيمية. افتتح عازف العود وسيم إسماعيل الحفلة بمعزوفة من التراث الشامي «على الصالحية»، معتمداً على مقام البيات، وعمل على تحديث الأغنية لتواكب الحدث الآني عبر إدخال جملة «سورية بدا حرية». كما قدّم مقطوعة ثانية من التراث الشامي أيضاً، عزفها على مقام «العجم»، معتمداً على مقام «النركيز» في التبديلات. وختم إسماعيل وصلته الفنية بأغنية «زينوا المرجة»، التي أشعلت المسرح. ويتميز عازف العود بسلاسة ألحانه ونقاء صوته ومنهجية عمله التي تعتمد على آلات عدّة منها غير الشرقي، كالكمان. ويتميز أيضاً بالانتقال المرن بين المقامات، والانسجام بين اعضاء الفرقة. وفي القسم الثاني من الأمسية، اعتمد الفنان سميح شقير على قصائد مغناة، وحاول التجديد بالتغيير والمزج بين العود والبيانو وآلات أخرى. وقدّم أغنية على موسيقى الجاز، وهي تجربة جديدة بالنسبة اليه، ولكنه نجح الى حد كبير في تناغم اللحن مع كلمات القصيدة. وقابل الجمهور خصوصاً السوري منه بحفاوة وتصفيق حاد، قصائد شقير، فيما أبكت بعض القصائد المغناة فئة من الجمهور. ولم يتقاض اسماعيل وشقير أجراً عن الأمسية التي يعود ريعها لدعم اللاجئين السوريين وتسهيل أمورهم في فرنسا، ومحاولة انتشالهم من جو الحزن والمأساة.