طالب رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في مسيرة نظمها حزب «العدالة والتنمية» الذي يتزعمه بساحة سنغان في العاصمة أنقرة، معتصمي حديقة «غازي بارك» في «ساحة تقسيم» بمدينة اسطنبول التركية بمغادرة الساحة بحلول اليوم، و»إلا ستتدخل قوات الأمن». وتحدث عن امتلاك حكومته «وثائق لمخطط خارجي وقف خلف الأحداث التي شهدتها البلاد تحت مسمى الديموقراطية»، وذلك بعد ساعات على تأكيد المعتصمين استمرار تحركهم باعتباره «بداية لحركة سياسية معارضة يجب أن تنتشر في انحاء تركيا لمطالبة الحكومة برفع يدها عن الحريات، واحترام الحياة الخاصة للمواطنين وحقوق الإنسان». وتجاهل هؤلاء اعلان اردوغان، بعد اجتماع عقده مع ممثليهم في «تنسيقية تقسيم» اول من امس، انه سينتظر بت القضاء في الخلاف حول مشروع تطوير الحديقة، وكذلك إزالة جماعات مشاركة في التحرك خيمها ولافتاتها من الساحة، بينها لحزب السلام والديموقراطية الكردي الذي اعتبر النائب في صفوفه سري ثريا أوندر أول سياسي يقصد الحديقة في بداية الاحتجاجات. وكانت «تنسيقية تقسيم» ناقشت لأكثر من ست ساعات ليلاً في الحديقة، ثلاثة آراء في شأن مصير الاعتصام، أولها انهاءه والاكتفاء بالتنازلات التي قدمها أردوغان، واعتبار ما حدث درساً مهماً له، خصوصاً أن اطالة الاعتصام قد يفقده تعاطف الشارع وأصحاب المصالح المعطلة بسبب اغلاق الساحة. وشمل الرأي الثاني استمرار الاعتصام، بعدما تجاوز هدف حماية البيئة الى اطلاق معارضة شبابية يجب أن تأخذها الحكومة في الاعتبار، وتضطلع بدور في الحياة السياسية مستقبلاً. واعتبر مؤيدو هذا الرأي ان الحكومة لم تنفذ وعودها، خصوصاً على صعيد اطلاق زملائهم المعتقلين ومحاسبة رجال أمن مسؤولين عن مقتل 3 متظاهرين وشرطي، وجرح حوالى 7500 آخرين. أما الرأي الثالث فاقترح فض الاعتصام والإبقاء على خيمة واحدة في حديقة «غازي بارك» يتناوب عشرة شبان على الإقامة فيها، في إطار اعتصام رمزي للتذكير بالقضية، ومتابعة تنفيذ الحكومة وعودها.