اعتبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الاحتجاجات في ساحة تقسيم في اسطنبول، «مسرحية كبيرة ظهر على خشبتها أصدقاء للبيئة ومتظاهرون سلميون سليمو النية، فيما اختبأ المتآمرون وأصحاب النيات السيئة خلف الكواليس وعملوا لتحريك الاحداث». وفي وقت تفاءل مراقبون بانطلاق مفاوضات بين السلطات التركية وممثلي «تنسيقية تقسيم» في شأن حديقة «غازي بارك» التي اشعل قرار الحكومة إزالة جزء منها فتيل الاحتجاج، جدد رئيس الوزراء اتهامه «جهات خارجية» ووسائل الاعلام العالمية، بتضخيم الأحداث وتأجيج فتيل الأزمة. كما جدد مطالبته المعتصمين في الحديقة بفض الاعتصام والذهاب الى بيوتهم وترك الامن يتعامل مع «الجماعات غير القانونية والارهابية التي تسيء الى سمعة المتظاهرين». وأكد أردوغان مضي انصاره في خطتهم للتظاهر اليوم، مشيراً الى التوصل الى حل وسط مع المعتصمين يقضي بانتظار رأي القضاء في مشروع البناء فوق الحديقة. وأشار أردوغان الى انه في حال أعطت المحكمة الإذن بالبناء في «غازي بارك» سيجرى استفتاء شعبي في اسطنبول على المشروع. وأكد أن من يريد اطاحة حزب العدالة والتنمية عليه أن ينتظر موعد الانتخابات البلدية بعد 8 أشهر. وحقق محافظ اسطنبول حسين عوني موطلو تقدماً في مفاوضاته مع المعتصمين، من خلال لقاء بعد منتصف ليل الخميس – الجمعة، جمعه مع ثلاثين منهم. وخرج الوفد الشبابي بانطباع ايجابي من اللقاء، لكنه لاحظ أن المحافظ ليس مخولاً صلاحيات كاملة لحل الأزمة. وأصر المعتصمون على محاسبة رجال الامن الذين استخدموا العنف المفرط في قمع الاحتجاجات، ومحاكمة المسؤولين عن اعطاء الاوامر للشرطة بقمع التظاهرات، الامر الذي رفضه أردوغان. وقالت مصادر في حزب العدالة والتنمية انها متفائلة بوساطات مع المعتصمين من خلال فنانين ومشاهير اجتمعوا مع اردوغان لإنهاء الاعتصام صباح اليوم، قبل ساعات من جمع رئيس الوزراء أنصاره في مهرجانات انتخابية حاشدة في أنقرةواسطنبول وازمير. وقالت المصادر إن أردوغان يريد أن يعلن انتهاء أزمة تقسيم خلال هذه المهرجانات. وعلى هامش الأزمة وخلال لقاء ضمه وأعضاء حزبه، رفض أردوغان تشبيه المعارضة له بالرئيس السوري بشار الأسد، قائلاً إن «زعيم المعارضة التركية يخلط بيني وبين الأسد». وذكر أن «حزب البعث السوري يعتبر حزب الشعب الجمهوري مثالاً أعلى له لأنه يؤمن بحكم الحزب الواحد... هل يسمح ديكتاتور بإجراء استفتاء شعبي عام؟ حكم البعث السوري لم يسمح بتشكيل الاحزاب وهو في ذلك أشبه بحزب الشعب الجمهوري المعارض الذي حكم تركيا سابقاً بمفرده قبل فترة التعددية الحزبية».