«هذا الموسم من «أراب آيدول» مختلف عن كل البرامج الأخرى المشابهة»، هذا ما يردّده كثُر من متابعي البرنامج الذي حصد ويحصد نسبة مشاهدة عالية جداً على «أم بي سي». «الحياة» زارت كواليس البرنامج التي تبدو مثل خلية نحل. في الكواليس عالم آخر! هناك، في الظلمة، يُسمح للمشتركين بأن يُظهروا خوفهم وارتباكهم وقلقهم، أمّا على المسرح، تحت الأضواء، فيجب عليهم أن يبدوا في أفضل حالاتهم، فالخوف ممنوع، والارتباك مرفوض والخطأ محظور. في الكواليس يمكن أعضاء لجنة التحكيم أن يتكلّموا بعفوية أكبر، أمّا على المسرح، خلف طاولتهم، فكلامهم يجب أن يكون مدروساً بدقّة لأنّه قادر على أن يؤثّر في نفوس المشتركين ومحبيهم. لقاءات سريعة مع أعضاء لجنة التحكيم ومع المشتركين ومع المقدّمة أنابيلا هلال عكست تجربة هذا الموسم من «أراب آيدول». في الكواليس، لا يمكن أن يخفى على أحد العلاقة الجميلة التي تربط لجنة التحكيم بالمشتركين، يظهر ذلك من خلال التعليقات التي يتبادلونها عندما يلتقون. لذلك كان لا بد من السؤال: إلى أي درجة يمكن أعضاء لجنة التحكيم أن يفصلوا بين المشاعر الشخصية التي يكنّونها للمشتركين وبين حكمهم الموضوعي على أدائهم على المسرح؟ النجم راغب علامة يؤكّد أنه موضوعي دائماً مهما كانت مشاعره تجاه المشترك. «المشتركون قد يبدون في حلقةٍ ما أقوى من حلقةٍ أخرى، وهذا الأمر طبيعي، فنحن فنانون ونعرف أنّ أموراً مماثلة يمكن أن تحصل، بسبب التعب أو قلّة النوم أو أي سبب آخر، لذلك نأخذ كل تلك العوامل في الاعتبار ونحاول أن نعطي رأينا بموضوعية». النجمة نانسي عجرم تلفت إلى أنّها حين بدأت مسيرتها الفنية كانت مثل المشتركين، لذلك تفهم أحاسيسهم. «أنا لست هنا كي أكون أستاذة على المشتركين، بل أتعامل معهم بصفتي صديقة تنصحهم، لذلك لا يمكنني إلاّ أن أكون موضوعية في تعليقاتي، فالمسايرة في مثل هذه المواقف تضرّ بالمشتركين أكثر مما تخدمهم». النجمة أحلام قالت إنها تفصل ببساطة بين مشاعرها وبين ما يقدّمه المشتركون. «نحن في مسابقة وعلينا أن نلفت المشتركين إلى أخطائهم، فإذا أخطأت أختي أنبّهها من دون أن يعني ذلك أنني لا أحبها». المؤلف الموسيقي والملحّن حسن الشافعي يرى أنّ الموضوعية أمرٌ لا بدّ منه، لأنّ الناس يمكنهم أن يلاحظوا بسهولة أي تعليق غير عادل من اللجنة. «يمكنني مثلاً أن أفرح بمشترك من وطني، ولكن لا يمكن أبداً أن أقول كلاماً غير موضوعي حين أجلس على طاولة لجنة التحكيم». ويشدّد حسن على تركيزه بدقّة على التعليقات التي يتلفّظ بها، لأنّ مستقبل المشترك قد يعتمد على تلك التعليقات في تلك اللحظة. «بالنسبة الي قد يكون يوماً عادياً في البرنامج، أمّا بالنسبة للمشترك قد يكون مستقبله». إلى أي درجة يمكن أن تكون نتيجة التصويت ظالمة، خصوصاً أنّ مشتركاً يحظى بدعم لجنة التحكيم قد لا يحظى بنسبة تصويت عالية، والعكس صحيح؟ تؤكّد نانسي عجرم أنّ لا إمكان لوجود نتيجة ظالمة، فالمشتركون المتنافسون على اللقب يستحقون جميعهم أن يفوزوا، «فحتّى لو أغمضنا أعيننا واخترنا واحداً منهم من دون أن نعرف مَن هو، يمكنني بكل ثقة أن أؤكّد لك أنّ النتيجة ستكون مقنعة». وتوضح نانسي أنّ المشتركين هم في المستوى نفسه تقريباً، ومن الصعب جداً اختيار شخص واحد يفوز. حسن الشافعي يرى أنّ «المزّيكا» مسألة ذوق ليس فيها صح أو خطأ، «فرأي اللجنة لا يعني بالضرورة أن يكون هو نفسه رأي الجمهور». ويلفت إلى أنّ الجمهور لن يصوّت لأحد لا يعجبه صوته، وفي المقابل لن يمتنع عن التصويت لمشترك حتّى لو وجّهت إليه اللجنة بعض الملاحظات، «وهذا ما يُعطي أهميةً لرأي الجمهور». النجمة أحلام تسارع إلى القول: «الجمهور له القرار الأخير ولا يمكن أحداً أن يفعل شيئاً حيال هذا الموضوع». ضبط النفس ابتسامة هادئة توزّعها أنابيلاّ هلال في الكواليس على الجميع. السؤال الذي يطرح عليها: إلى أي درجة تتحوّل المقدّمة في هذا النوع من البرامج إلى المشجّعة الأولى للمشتركين؟ تجيب: «بصراحة لم أتمكّن بعد من منع نفسي من التعلّق بالمشتركين، لكن الخبرة علّمتني أن أضبط نفسي على الهواء، وأعتقد أنني أنجح بأن أصبح قاسية قليلاً لأعتاد أكثر فأكثر على فكرة الفراق ورحيل المشتركين واحداً بعد الآخر». أنابيلاّ تتحدث عن حماستها الشديدة للحلقة النهائية، لأنّ الرابح مجهول الهوية تماماً بسبب شدّة المنافسة، «خصوصاً أنّنا اليوم لسنا في منافسة أصوات، بل في منافسة تصويت». وفي جولة سريعة على المشتركين سألناهم عن الخبرة التي ستعلق في بالهم من تجربة المشاركة في «أراب آيدول». اللبناني زياد خوري أجاب بسرعة: «لن أنسى شيئاً من هذه التجربة». ثم أضاف: «الوقفة على مسرح «أراب آيدول» لها نكهة خاصة أكسبتني خبرة وثقة بالنفس، وعلّمتني عشرات التفاصيل التي أعجز الآن عن تعدادها، لكنّني أشعر بها في حياتي اليومية». ويعتبر زياد أنّ مجرّد وصوله إلى هذه المرحلة هو مكسب كبير له، شاكراً الله على ما يقدَّم إليه وشاكراً الجمهور على دعمهم له. المصري أحمد جمال يرى أنّ الوقفة على المسرح أمام ملايين المشاهدين تكسب المرء خبرة قد لا يحظى بها في حياته العادية. «تعلّمت كيف أنتبه لأصغر التفاصيل، لأنّ الخطأ ممنوع على الهواء، فبمقدار ما يجب أن أنتبه إلى أدائي أثناء الغناء يجب أيضاً أن أركّز على وقفتي وانفعالاتي ونظراتي وحركاتي». الفلسطيني محمّد عسّاف يقول إنه استفاد كثيراً من نصائح أعضاء لجنة التحكيم الذين يملكون خبرة كبيرة في مجال الغناء والموسيقى، كما حظي بفرصة الغناء مع نجوم كبار مثل رامي عياش ومحمد منير وماجد المهندس... «تعلّمت أيضاً كيف أسيطر على نفسي فلا أسمح للضغط بأن يؤثر عليّ». السورية فرح يوسف تشعر في الكواليس بخوف شديد. حين نسألها عن أعصابها تقول بين المزاح والجدية: «ما في أعصاب»! في البرنامج تعلّمت فرح كيف تكون فنانة حقيقية. أمّا عن ضعف التصويت من سورية فتقول إنّ ذلك يقلقها، معبّرة عن وجعها لما يحصل في وطنها. «أنا لا أعترف بفريقين يتقاتلان، لا أعترف إلاّ بسورية واحدة متّحدة». الحلقات الأخيرة من «أراب آيدول» اقتربت، والسؤال الذي يطرحه المشاهدون منذ أشهر ستظهر نتيجته قريباً: «مَن سيكون محبوب العرب للعام 2013»؟ ميزان لجنة التحكيم اكتشف راغب علامة أنّ الجمهور أمام شاشاته يسمع صوت المشتركين في شكلٍ يختلف عمّا تسمعه اللجنة في الاستوديو، وهذا الأمر يزعجه كثيراً لأنّ آراءهم قد تبدو أحياناً غير دقيقة. نانسي عجرم سعيدة جداً بهذه التجربة وهي مستعدة كي تجلس مرّة جديدة على كرسي لجنة التحكيم، خصوصاً بعد الأصداء الإيجابية التي سمعتها. أحلام سعيدة بالمواهب الكبيرة هذا الموسم. حسن الشافعي ينتبه جداً ألاّ يقول لأحد: «أنت أراب آيدول» لأنّ ذلك قد يؤثّر سلباً فيه وفي بقية المشتركين، «فهو قد يقع في فخ التكاسل، والباقون سيصابون بالإحباط». * «أم بي سي 1»، 18.05 بتوقيت غرينتش.