أكد رجل الأعمال التركي علي آغا أوغلو في حديث إلى «الحياة»، أن الاستثمارات الخليجية في قطاع العقارات التركي مستمرة، على رغم الاحتجاجات التي تشهدها مدينة اسطنبول منذ أكثر من عشرة أيام، والتي شبهتها وسائل إعلام غربية ب «الربيع العربي». وطمأن رئيس مجموعة شركات «آغا أوغلو»، ومؤسسها، المستثمرين الخليجيين على استثماراتهم في بلاده، على اعتبار أن «الاحتجاجات منحصرة في ساحة «تقسيم»، وأن الحياة تسير كعادتها في بقية أنحاء تركيا، وأن حركة البناء والمشاريع والسياحة مستمرة. وأشار إلى أن رجل أعمال سعودياً اشترى مبنيين من شركته أول من أمس بقية 200 مليون دولار. الاستثمارات العقارية وتوقع أن تتجاوز الاستثمارات العقارية الخليجية في تركيا هذه السنة، 5 بلايين دولار، ما شجع شركته على افتتاح مكتب إقليمي في دبي، لتسويق مشاريعها في منطقة الخليج، خصوصاً مشروع «مسلك 1453» الضخم في مدينة اسطنبول، الذي يعتبر حياً متكاملاً يضم 4789 شقة سكنية تتراوح مساحتها بين 55 و378 متراً مربعاً إضافة إلى محال تجارية وترفيهية. ورجح أن يصل إجمالي استثمارات الخليجيين في عقارات شركته خلال العام الحالي إلى بليون دولار، حيث إنها وصلت منذ مطلع السنة إلى 700 مليون دولار. وأشارت أرقام مبيعات الشركة إلى أن شركة «آغا أوغلو» باعت 1925 وحدة سكنية حتى الآن، حوالى 1553 منها اشتراها مستثمرون خليجيون. وقال أوغلو «تشهد تركيا موجة نمو سريعة، إذ تتطلع لأن يحتل اقتصادها المرتبة ال10 عالمياً، كما تلعب اسطنبول دوراً محورياً في تحقيق هذا الهدف المقرر تنفيذه بحلول عام 2023. ولم ينكر أن دول الخليج توجه بوصلة استثماراتها إلى تركيا، في ظل الأزمة المالية التي ما زالت تواجهها أوروبا وأميركا. وأكدت دراسة صدرت أخيراً عن شركة «جونز لانغ لاسال»، أن صناديق الأموال السيادية والاستثمارية وصناديق الأسهم الخاصة العاملة في منطقة الخليج، كانت من بين الصناديق التي وجهت خططها التنموية نحو تركيا، وذلك في أعقاب الأوضاع الاقتصادية المتدهورة التي تشهدها أوروبا. وأشارت إلى أن القطاع الاستثماري التركي بدأ يتطلع إلى عمقه الشرق الأوسطي بعد أكثر من 20 سنة من الانقطاع، وهي الفترة التي كانت تتطلع فيها تركيا شمالاً للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي من دون جدوى. العلاقة مع أوروبا ورأى أوغلو أن أوروبا باتت في حاجة إلى تركيا التي تحقق نمواً سريعاً. وشدّد على أن قيمة مبيعات العقارات في تركيا للمستثمرين الأجانب ترتفع في ضوء عودة الثقة إلى السوق، إذ توفر تركيا لمستثمريها فرصاً عقارية أفضل لجهة الأسعار مقارنة بالمواقع الأخرى. وعزا إقبال المستثمرين العرب على الاستثمار العقاري في تركيا إلى تقارب العادات والتقاليد، إضافة إلى القرب الجغرافي. وأطلقت تركيا قائمة استثمارات ومشاريع عملاقة تبلغ قيمتها الإجمالية 350 بليون دولار ستنفذها من ضمن خطة السنين العشر، تشمل عمليات تطوير وتحديث لقطاع الطاقة بكلفة 106 بلايين دولار، ومطار في مدينة اسطنبول كلفته 9 بلايين دولار، إضافة إلى تشييد مركز اسطنبول المالي الدولي. ويشار إلى أن مجموعة شركات «آغا أوغلو» التركية بدأت أعمالها عام 1981، عبر أولى شركاتها «أكدنيز إنشاءات»، وتتنوع مجالات عمل المجموعة بين قطاعات الإنشاءات والعقارات والطاقة والسياحة. «مركز اسطنبول المالي الدولي» وأكد أوغلو أن شركته تطور مشروع «مركز اسطنبول المالي الدولي»، ما «يجعلها تساهم بقوة في تحقيق رؤية 2023». وأعلن أن الشركة تخطط لتسويق المركز في منطقة الخليج. واستبعد أن ينافس مركز اسطنبول المالي الدولي «مركز دبي المالي العالمي». وذكر أن «مكانة دبي كأحد المراكز المالية والتجارية في المنطقة، تمثل دفعاً قوياً للشركة وللاستثمار في تركيا، فضلاً عن مساهمتها في تعزيز نوعية الخدمات التي نقدمها لمتعاملينا الحاليين والمستقبليين». وأشار إلى «أن نجاح رؤية تركيا 2023 لا يتحقق إلا بالنمو المالي، وأن نجاح المركز المالي مضمون، باعتبار تركيا بلداً آمناً لأنها تنتهج الديموقراطية منذ 90 سنة، وأن احتجاجات ساحة تقسيم ما هي إلا انعكاس لديموقراطية الدولة. كما أن موقع تركيا الجغرافي يمكنها من التواصل مع الأسواق المالية على مدار الساعة، حيث يمكنها موقعها الجغرافي من التواصل مع بورصة طوكيو في الصباح ومع بورصة نيويورك في المساء». وأكد خبراء في السوق العقارية التركية أن تطور قطاع البيع بالتجزئة في تركيا، جعلها وجهة رئيسة لسوق المستثمرين الخليجيين، حيث شهدت العام الماضي تشييد 13 مركزاً جديداً للتسوق، تضم «أبراج ترمب» التي تبلغ مساحتها 43500 متر مربع، إضافة إلى عدد من المشاريع الكبيرة قيد التنفيذ، منها «مول اسطنبول» الذي تبلغ مساحته 139500 متر مربع.