في الحقيقة لا أعرف من هو محمد عساف. عبر اسمه مرات في الصحف وكان مجرد وروده في عنوان مقالة كافياً لجذب مئات بل آلاف القراء. السؤال كان هل هو سياسي أم نجم؟ فلا أحد مثلهما يجذب القارئ العربي ولا أكثر من أخبار السياسة والنجوم ما يستقطب الاهتمام. لكنه لم يكن لا هذا ولا ذاك، فمن هو إذاً؟ من الصعب التحديد كيف حصل الربط بين اسم عساف وبين «أراب آيدول». ربما من كلمة هنا وعنوان هناك أو من تعليق لقارئ أو رد لآخر... أو لعله حديث مع صغير في العائلة في سورية تركني معلّقة على «سكايب» معتذراً من متابعة الكلام، فموعد «أراب آيدول» حلّ. «أراب آيدول؟ ما هذا؟». كان الصغير انسحب مسرعاً غير عابئ بسؤالي الساذج تاركاً صداه يتردد في الفضاء الفارغ. كان الظن في البدء أن «أراب آيدول» مسلسل تركي جديد، فكما قيل لي، أنا البعيدة، أن الصغار والكبار، حتى هؤلاء الذين لا جلد لهم لمتابعة أي شيء على التلفزيون ولا لقراءة سطرين، باتوا من متابعي المسلسلات التركية وتحتل مشاهدتها كثيراً من وقتهم. مسلسل «جديد»؟ كيف لي ان أعرف ولست من هواة النوع؟ ايضاً، من تعليق هنا وكلام هناك باتت أسماء المسلسلات التركية أليفة الى درجة أنني أمسيت على علم بوجود «مهند»، من دون أن يعني هذا أدنى متابعة لها بل كل شيء تمّ بالصدفة. فرغم كل النيات الحسنة والشعور بضرورة الإطلاع ولو لمرة على تلك المسلسلات لمحاولة تلمس سرّ هذا الإعجاب العام بها، فإن طاقة الاحتمال لم تكن تتجاوز في كل مرة دقائق ضئيلة... باستثناء مرتين إحداهما حين وقع جهاز التحكم على مسلسل تركي وأردت كالعادة تجاوزه لكنّ هتاف أحدهم في المشهد منادياً شاباً أشقر طويلاً وشديد التجهم ب «مهند»، جعل الأصابع تتجمد والحواس تتيقظ. هذا هو «مهند» الذي «أطاش» صواب كثر إذاً! كان صوت دوبلاج مهند أكثر مما يمكن احتماله، وكذلك أسلوب التمثيل المفتعل والحوار السخيف وكان لا بد من التضحية بهذه المعرفة التي كان يمكن جنيها من متابعة المسلسل. الكلام ينطبق على برامج ال «توك شو» الاحتفالية التي يتفوق فيها التصفيق على الكلمة وبرامج تلفزيون الواقع أو ما يشابهها من «ستار أكاديمي» وغيره... قد يكون «أراب آيدول» مختلفاً عما ذكر أعلاه، ولكن بما أنني لم أر إلى الآن ولو حلقة من هذا البرنامج الذي اعتقد أن محمد عساف ظهر فيه، فما زلت إلى اليوم لا أعرف من هو عساف!