تبادلت جماعة الإخوان المسلمين في مصر - التي ينتمي إليها الرئيس محمد مرسي - وحملة "تمرد" المعارضة، تبادلتا الاتهامات بالمسؤولية عن اشتباكات وقعت بين الطرفين خلال الأيام الماضية. واعتبر كل طرف الآخر صاحب المصلحة في افتعال تلك المواجهات، التي تأتي وسط تزايد الحشد من الجانبين لمظاهرات آخر الشهر الجاري. وقالت قوى معارضة لمرسي، بينها حملة "تمرد"، إنها ستحشد أنصارها في الميادين بالمحافظات المختلفة يوم 30 حزيران/يونيو؛ للمطالبة بسحب الثقة من مرسي والضغط من أجل إجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وأطلقت قوى إسلامية، بينها حملة "تجرّد"، دعوات إلى تنظيم مظاهرات "مليونية" داعمة للرئيس المصري في مختلف المحافظات، بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لتوليه مقاليد الحكم، بعد فوزه في أول انتخابات رئاسية تشهدها البلاد بعد ثورة "25 يناير". وشهدت الأيام الأخيرة مواجهات بين أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين ونشطاء في حملة تمرد في أكثر من محافظة. وأصيب 16 في اشتباكات بين نشطاء معارضين وأعضاء من الإخوان في مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة شمال العاصمة القاهرة الخميس الماضي، بينما حاول معارضون اقتحام منزل النائب الإخواني في مجلس الشورى محمد جمال حشمت، في دمنهور، لكن شباب الجماعة تصدوا لهم. كما وقعت اشتباكات بين أعضاء في الجماعة ونشطاء بحملة "تمرد" مساء السبت الماضي في مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية في دلتا مصر. وتعرض مقر "تمرد" الرئيسي إلى إشعال النيران به فجر الجمعة الماضي؛ ما أدى إلى إصابة المتحدث الإعلامي للحملة حسن شاهين في يديه بجروح طفيفة، وحرق أعداد قليلة من استمارات توقيعات المواطنين للحملة من أجل سحب الثقة من الرئيس المصري. وقدم المسؤولون في حملة "تمرد" بلاغا رسميا في قسم شرطة قصر النيل (وسط القاهرة) يتهمون فيه الرئيس مرسي، ومحمد بديع، مرشد جماعة الإخوان المسلمين، ونائبه خيرت الشاطر، بالتحريض على الشروع في قتلهم. من جانبه، قال أحمد عارف المتحدث الإعلامي باسم لجماعة الإخوان المسلمين إن تزايد الاحتكاكات بين أعضاء الجماعة ونشطاء معارضين يقف وراءه صاحب المصلحة في عدم الاستقرار وشيوع الأزمات في الشارع المصري. وعن المستفيد من إثارة تلك الأزمات، أوضح عارف أن "المستفيد هو من لا يرغب في استقرار الشارع المصري، ويدعو دائما إلى لمعارضة خارج الإطار السلمي والوسائل الديمقراطية". ومضى قائلا: "هناك رصد لتحركات قيادات ميدانية من النظام السابق (نظام الرئيس السابق حسني مبارك) خاصة في الريف المصري، حيث بدأوا في تحريك مجموعات من البلطجية لإحداث مشاكل". وأضاف أن "أدوات الدولة يوجد بها ترهل ولم تتعاف بعد وهي تخضع حتى الآن إلى ابتزاز شديد، كما أن الأجهزة الامنية لها سوابق سيئة في ممارساتها بما يتصادم مع سعيها إلى تغيير أسلوب أدائها، كما أن هناك جوانب في القانون لم يتم تفعيلها". وعن دور الجماعة في وقف العنف قال المتحدث باسمها: "نرصد الواقع بشكل جيد، وكلنا أمل في أن يتم تلافي أي أحداث عنف في المرحلة المقبلة... وإن كانت المؤشرات للأسف تشير إلى لغير ذلك". في المقابل، اتهم محمود بدر، منسق حملة تمرد المعارضة جماعة الإخوان المسلمين بأنها "تحاول إيصال رسالة واضحة عبر اعتداءات متعددة على نشطاء في الحملة للحيلولة دون تحقيق أهدافها". ومضى بدر قائلاً: "تلقينا تهديدات من شباب الجماعة وقياداتها وهم يسعون بكل السبل والطرق لتشويه صورتنا أمام الشعب المصري ويتعاملون معنا بالأسلوب نفسه الذي كان يتعامل به النظام السابق". وتابع: "لدينا تصور بخطة كاملة وضعتها الجماعة وأنصارها للاعتداء على مقرات لحملة تمرد خلال المرحلة المقبلة تنتهي بما أعلنوه من حشدهم في الميادين يوم 30 حزيران، بعد إعلان قوى المعارضة الحشد في هذه الأيا.. كل ما تقوم به الجماعة هي محاولات فاشلة لتخويف المعارضة ويعكس فقدها لأعصابها". وعن المستفيد من انتشار العنف في الشارع المصري، قال بدر: "منذ شهرين ونحن نجمع التوقيعات ولم تحدث أي احتكاكات وبمجرد اقترابنا من يوم 30 حزيران والتفاف الشعب المصري حولنا بدأت حالات العنف من قبل الجماعة". وأعلنت "تمرد" اليوم الإثنين عن جمعها ل13 مليون توقيع بحسب الثقة من الرئيس المصري. وتستهدف الحملة جمع 15 مليون توقيع بحلول نهاية الشهر الجاري لتقديمها إلى المحكمة الدستورية العليا لسحب الثقة من الرئيس، على حد قولهم، رغم أن تلك الخطوة غير دستورية. من جهته، قال النائب جمال حشمت إن "الإخوان لا يعتدون على أحد، والجديد في الأمر أنهم (الإخوان) اتخذوا موقفاً بضرورة الدفاع عن أنفسهم، ورد أي اعتداء يمارس ضدهم، ولن يقبلوا بالاعتداء عليهم مرة أخرى". وأضاف حشمت: "لقد حاولوا (المتظاهرون المعارضون) اقتحام نقابة المحامين (وسط القاهرة) ثم حاولوا الاعتداء على منزلي، وأخيرا اعتدوا على الحاضرين في مؤتمر عن الإسراء والمعراج بمدينة المنصورة وابتعدوا عن السلمية في أنشطتهم". واتهم حشمت من أسماهم "مرتزقة السياسة والإعلام" ب "تحريك المشهد الآن. لكن كل محاولاتهم ستبوء بالفشل".