لندن، نيويورك، دمشق - «الحياة»، أ ف ب، رويترز، أ ب - أعلن النظام السوري امس استعادة بلدة البويضة، آخر معاقل مقاتلي المعارضة في ريف القصير، وقال انه اكمل بذلك سيطرته على هذه المنطقة الاستراتيجية في وسط البلاد وربط دمشق مع الساحل، فيما أعلنت مصادر المعارضة عن محاولات قامت بها قوات النظام بالتعاون مع مقاتلي «حزب الله» ومقاتلين عراقيين لاستعادة السيطرة على مدينة حمص ومحيطها. وقالت هذه المصادر ان 20 في المئة فقط من عناصر الجيش النظامي يشاركون في هذه المعارك بينما تشمل النسبة الأكبر المقاتلين الذين قدموا من خارج سورية لإعانة النظام. وأكد رئيس الاركان في «الجيش السوري الحر» اللواء سليم ادريس ان معظم المقاتلين في معارك ريف حلب ودير الزور وريف دمشق هم من «حزب الله» ومعهم مقاتلون عراقيون وايرانيون. (راجع ص 4) وفي نيويورك كشفت وثيقة رسمية في الأممالمتحدة وجود تنسيق ميداني بين القوات الحكومية السورية والجيش الإسرائيلي في الجولان عبر قوة مراقبة فك الاشتباك - (أندوف)، إذ لبت إسرائيل طلب الجيش السوري بأن لا يقوم الجيش الإسرائيلي «بأي تحرك» ضد الدبابات السورية التي دخلت منطقة فك الاشتباك الخميس الماضي «لأنها مخصصة حصراً لمحاربة العناصر المسلحة في المعارضة». وفي الوثيقة التي تضمنت تقريراً قدم الى مجلس الأمن مساء اول من امس (الجمعة) قال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام إيرفيه لادسوس إن «ضابط الاتصال الرفيع في الجيش السوري، المحاور الرئيسي مع أندوف في الجانب السوري من منطقة فك الاشتباك، أبلغ الخميس قائد أندوف أن وجود الدبابات (السورية) مخصص حصراً لغرض محاربة الأعضاء المسلحين في المعارضة وطلب أن لا يقوم جيش الدفاع الإسرائيلي بأي عمل» ضدها. وأضاف لادسوس، وفق الوثيقة نفسها، أن «الجيش السوري لا يزال يبقي أربع دبابات وثلاث ناقلات جند مدرعة في منطقة فك الاشتباك، في انتهاك لاتفاقية فك الاشتباك» مع إسرائيل. وعرض لادسوس أمام المجلس، وفق ديبلوماسيين، تقريراً ميدانياً حول الاشتباك الذي وقع الخميس الماضي بين قوات النظام السوري والمعارضة في القنيطرة وأدى الى إصابة جندي فيليبيني وآخر هندي تابعين ل «أندوف». وقال إن «إسرائيل أبلغت أندوف أن الجيش الإسرائيلي قدم علاجاً طبياً طارئاً الى 17 مسلحاً من المعارضة، وأعيدوا جميعاً الى الجانب السوري» من الجولان، وإن الجيش السوري أبلغ «أندوف» أن «عناصر وحدة الاتصال السورية تعرضوا لإصابات» أثناء الاشتباك، من دون أن يحدد حجمها. وأكد أن مسلحي المعارضة تمكنوا من السيطرة على معبر القنيطرة قبل أن تعيد القوات الحكومية السيطرة عليه. ويتجه مجلس الأمن الى «تعزيز القدرات العسكرية لقوة أندوف لتمكينها من تأمين الحماية الذاتية لنفسها» وفق ديبلوماسيين، فيما اعتذرت الأممالمتحدة عن عدم قبول العرض الروسي بإرسال جنود الى الجولان للمساهمة في «أندوف» بسبب بند تتضمنه الاتفاقية الموقعة بين سورية وإسرائيل عام 1974 يشير صراحة الى أن جنود القوة «يختارهم الأمين العام للأمم المتحدة بالتشاور مع الطرفين (سورية وإسرائيل) من دول أعضاء في الأممالمتحدة من غير الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن». وقال السفير الروسي في الأممالمتحدة فيتالي تشوركين بعد اجتماع طارئ لمجلس الأمن ليل الجمعة إن «الدول الأعضاء في المجلس أخذت علماً بالمبادرة الروسية وأبلغونا ما كنا قلناه بأن تحقيق ذلك يتطلب اتفاقاً بين الأطراف (سورية وإسرائيل) فيما طرح آخرون أن الأمر يتطلب قراراً من مجلس الأمن». وأوضح أن العرض الروسي يهدف الى التعويض عن انسحاب الكتيبة النمسوية وهو تالياً يعني «استبدال الكتيبة النسموية التي انسحبت بالحجم نفسه وما فهمته أنها قريبة من 300 جندي وهو العدد الذي يمكن أن نرسله على وجه السرعة». وحول إمكانية تعديل ولاية أندوف وصلاحياتها قال تشوركين إن «روسياوالولاياتالمتحدة هما الأقدم عهداً بين أعضاء مجلس الأمن وأندوف ونحن بدأنا العمل على ذلك مع الولاياتالمتحدة ويجب البحث في ما يمكن المجلس أن يفعله لجعل (عناصر) أندوف أكثر اطمئناناً على أنفسهم خلال وجودهم في منطقة فك الاشتباك». وأكد رئيس مجلس الأمن للشهر الجاري السفير البريطاني مارك ليال غرانت إن «قسم عمليات حفظ السلام سيعرض على مجلس الأمن خلال الأسبوعين المقبلين خيارات حول عمل أندوف على المدى البعيد وكيفية تعزيز ولايتها» التي ستجدد في 26 حزيران (يونيو) في قرار ينتظر صدوره عن المجلس. ومن المقرر أن يجري مجلس الأمن مشاورات مع الدول المساهمة في أندوف الأربعاء المقبل على أن يتسلم خلال أيام تقريراً من الأمين العام بان كي مون حول عمل أندوف «يتوقع أن يتضمن مقترحات لتعديل ولايتها». وعلى الصعيد الميداني استعادت قوات النظام مدعومة من «حزب الله» قرية البويضة الشرقية في ريف القصير، ما اكمل الطريق الرابط بين دمشق والساحل السوري. وأعرب «المرصد السوري لحقوق الانسان» عن «القلق» على مصير مئات الجرحى الذين كانوا موجودين في البلدة. وأفاد مصدر امني ان «عشرات المقاتلين المعارضين المصابين» في معارك القصير باتوا في بلدة عرسال في لبنان. وتعرضت مناطق في بلدة الغنطو في الريف الشمالي لحمص لقصف من القوات النظامية، وقتل سبعة اشخاص في انفجار سيارة مفخخة «في المنطقة الواقعة بين النزهة والعدوية وكرم اللوز» في حمص. وفي حلب، قال «المرصد السوري» ان مواجهات عنيفة جرت بين مقاتلي النظام ومقاتلين اكراد أثناء محاولة الجيش النظامي اقتحام حي الشيخ مقصود الشرقي من جهة العوارض بعد منتصف ليل الجمعة - السبت. كما حصلت اشتباكات بين قوات الحماية الشعبية التابعة ل «حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي» بزعامة صالح مسلم ومقاتلي المعارضة في الطريق الواصل بين قريتي جلبرا وبينه التابعتين لناحية شيراوا في منطقة عفرين، علماً ان «الحماية الشعبية» اعلنت السيطرة على قرية باصلة قبل يومين. وتجددت الاشتباكات العنيفة بين مقاتلي الكتائب المقاتلة والقوات النظامية داخل مطار «منغ» العسكري رافقها قصف من قبل الطيران الحربي على مناطق في تمركز الكتائب المقاتلة في المطار ومحيطه. وأفادت مصادر المعارضة عن سقوط صاروخي ارض - ارض على بلدتي كفرحمره ومعارة الارتيق اديا الى قتلى وجرحى، وذلك في وقت تحاول قوات النظام التقدم في ريف حلب الغربي. وفي جنوب سورية، فجر رجل سيارة مفخخة بالقرب من مقر الامن العسكري في مدينة النبك بين دمشق وحمص. وسيطر مقاتلو المعارضة على حاجز للقوات النظامية في بلدة انخل في درعا جنوب البلاد، بعد اشتباكات مع القوات النظامية. وأعرب «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أمس عن الأمل بصدور «قرار ملزم» من قبل مجلس الأمن لإقامة ممرات إنسانية أمنية لمساعدة السوريين، بعدما «رحب» ببيان المجلس الداعي الى فتح ممرات في مدينة القصير.