انتقد حزب «الاستقلال» المغربي ما وصفه ب «الارتباك والارتجال» الذي اتسمت به زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان للرباط. واتهم رئيس الحكومة عبدالإله بن كيران بعدم اعتماد المقاربة التشاركية و «طغيان الحزبية الضيقة»، في إشارة إلى التنسيق بين «العدالة والتنمية» المغربي ونظيره التركي. وجاء في بيان اللجنة التنفيذية ل «الاستقلال»، أمس، أن الموقف الحكومي أغضب رجال الأعمال المغاربة، ما أدى إلى مقاطعة اتحاد أرباب المقاولات الزيارة، وحدوث «استياء داخل الأوساط السياسية والمهنية» ما فوّت على المغرب، وفق البيان، فرصة التعاطي إيجاباً مع دولة صديقة. ووجهت صحيفة «العلم» التي يصدرها «الاستقلال» المنسحب من الحكومة، تساؤلات إلى رئيس الحكومة بن كيران ووزير الخارجية سعد الدين العثماني حول تقارير تفيد أن المغرب بات في المرتبة الرابعة من بين دول عربية «تربطها علاقات اقتصادية مع إسرائيل» تتراوح ما بين 6 و10 ملايين دولار وتطاول قطاعات الزراعة وتوريد بعض الصناعات والمنتجات، ورأت أن هذه المعاملات تختفي وراء «شركات أوروبية» بخاصة في ألمانيا ومنطقة الأندلس الإسبانية. وفيما ذهب بعض أوساط المعارضة، بخاصة «الاتحاد الاشتراكي»، إلى التلويح بإمكان إقدام صندوق النقد الدولي على سحب خط السيولة الائتمانية عن المغرب، بمبرر عدم الوفاء بالتزاماته على مستوى خفض مستويات العجز في الموازنة، اتهمت صحيفة «التجديد» القريبة إلى «العدالة والتنمية» أطراف المعارضة بأنها تلجأ إلى أسلوب المقاطعة لتبرير عجزها السياسي، في إشارة إلى مقاطعة جلسة المساءلة النيابية الشهرية لرئيس الحكومة بن كيران الأسبوع الماضي. وكتبت أمس أن أفضل طريقة لترجمة المقتضيات الدستورية التي تنص على دور المعارضة، أن تكون الأخيرة «في مستوى هذا التنصيص الدستوري» أي الابتعاد عن اللجوء إلى ما وصفته الصحيفة ب «الأساليب العدمية لتبرير العجز». ولا يزال الجدل في هذا النطاق مفتوحاً حول الصيغة التي تضمن عودة المعارضة إلى حضور جلسة المساءلة الشهرية، فيما لا يزال وضع الحكومة معلّقاً في انتظار الحسم، بعد مرور أسابيع على قرار المجلس الوطني ل «الاستقلال» الانسحاب من الحكومة.