أعلنت الكتلة الاشتراكية في مجلس النواب المغربي مقاطعة الجلسة التي يعرض فيها رئيس الحكومة عبدالإله بن كيران إلى قرارات ومواقف حكومته مرة في الشهر. ووصف زعيم حزب «الاتحاد الاشتراكي» المعارض إدريس لشكر في اجتماع قيادي المساءلة الشهرية لرئيس الحكومة بأنها أُفرغت من مضمونها الدستوري لتكريس رقابة البرلمان على الحكومة وتحوّلت إلى «حوار الطرشان». وأكد المكتب السياسي للحزب دعمه موقف الكتلة النيابية الاشتراكية لجهة «عدم الانخراط في العبث السياسي»، في إشارة إلى رفض فريقه النيابي المشاركة في جلسة الاستماع إلى مداخلة رئيس الحكومة التي أرجئت إلى الجمعة. لكن مصادر في حزب «العدالة والتنمية» الإسلامي الذي يتزعمه رئيس الحكومة وصفت الموقف بأنه «يناقض روح الدستور». وصرّح النائب عبداللطيف برحو بأن كتل المعارضة أبلغت مكتب مجلس النواب أنها «لن تشارك في الجلسة» التي أقرها الدستور الجديد. ووصفت مصادر «العدالة والتنمية» هذا التطور بأن كتل المعارضة «باتت تخشى مواجهة رئيس الحكومة»، لكنها لم تستبعد حصول حلحلة في مقاطعتها مداخلة بن كيران أمام النواب. وكانت كتل المعارضة انتقدت ما اعتبرته «استئثار» رئيس الحكومة بحيّز زمني وافر من الجلسة النيابية، إضافة إلى «منهجية» إدارة الحوار، وطالبت بأن يكون في شكل سؤال وجواب بدل المداخلات التي تستفيد خلالها الغالبية النيابية من قسط وافر في الزمن. ورجحت المصادر أن يلقي موقف حزب «الاستقلال» المنسحب من الحكومة مبدئياً، بظلاله على الصراع القائم، وإن كانت أوساط قريبة من هذا الحزب رددت في الآونة الأخيرة أن الخلافات مع رئيس الحكومة لم تدفع الكتلة النيابية الاستقلالية إلى التصويت ضد أي مشروع أو قرار حكومي، ما يترك الباب مفتوحاً أمام أكثر من احتمال، في حال مال «الاستقلال» إلى دعم موقف المعارضة أو انحاز إلى الحكومة. غير أن زعيم «الاستقلال» حميد شباط أوضح أن حزبه «لم يطالب في أي وقت برحيل» رئيس الحكومة عبدالإله بن كيران «بل تمنى عليه اتخاذ مبادرات شجاعة لفائدة الشعب» في نطاق الاختصاصات التي يحظى بها من موقعه الدستوري، على خلاف حكومات سابقة. ودعا شباط إلى تكريس الحوكمة الجيدة والحرب على اقتصاد الريع، معاوداً التأكيد أنها خيارات كانت في صلب الحملات الانتخابية للحزب الإسلامي «العدالة والتنمية». وقال شباط في مهرجان خطابي في طنجة شمال البلاد، إن الشعب المغربي مسالم «لكنه قادر على الثورة ضد الظلم والقهر الذي يمارسه الطغاة والمتحكمون وأصحاب الرأي الواحد» من دون تسميتهم صراحة. وأضاف أن الوصول إلى السلطة «يعمي البصيرة» وأن مشكلته قائمة مع رئيس الحكومة وليس «العدالة والتنمية». وذكّر الحاضرين بأن حزبه دافع عن بقاء الحزب الإسلامي «في وقت كانت جهات كثيرة ترغب في القضاء عليه»، وأنه لم يكن قادراً على تشكيل الحكومة الراهنة لولا دعم «الاستقلال». إلى ذلك، استضاف مقر القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية على مدى اليومين الماضيين أعمال الاجتماع السابع لقادة هيئات الأركان البحرية للبلدان العشرة الأعضاء في «مبادرة 5+5 دفاع». وقال مصدر رسمي إن الاجتماع يدخل في إطار التخطيط للعمل المشترك للعام الجاري بعدما تم «درس حصيلة عام 2012 وتوقعات عام 2013 ومشروع التعاون في مجال حوادث التلوث البحري٬ فضلاً عن عرض كل بلد عضو لمساهمته في مبادرة 5+5 دفاع».