تجاوز عدد الراغبين في التبرع بأعضائهم بعد الوفاة دماغياً، من خلال معرض «الحملة الوطنية للتبرع بالأعضاء» 528 شخصاً، خلال أربعة أيام من انطلاقته في مدينة الخبر. وفاق عدد بطاقات التبرع توقعات منظمي المعرض الذي انطلق الأربعاء الماضي، تحت شعار «امنح حياة»، وفي اليوم الأول وقّع 127 شخصاً على بطاقات «المركز السعودي للتبرع بالأعضاء»، فيما وصل في الثاني إلى 231، وتجاوز العدد في الثالث 130، ووصل أول من أمس (السبت) إلى 40. وتستمر الحملة التي تعد واحدة من مشاريع لجنة «الخدمات الإنسانية والسلام» في الجمعية الوطنية لطلاب الطب، وتقام بالتعاون مع «المركز السعودي لزراعة الأعضاء» إلى الجمعة المقبل في مجمع الراشد في الخبر. ويقدم المعرض فيديو تعريفياً بالتبرع بالأعضاء، يعرض إحصاءات وحالات فشل عضوي، ومطبوعات من إعداد اللجنة العلمية للحملة، وأخرى مقدمة من المركز السعودي ومستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام، وهدايا للزوار. وشارك 30 طالباً وطالبة من كلية الطب في أول يومين من أيام المعرض. وكشفت دراسة أجراها «المركز السعودي لزراعة الأعضاء»، ان «2436 حالة غسيل كلوي أجريت خلال عام 2007، يتراوح أعمار من أجريت لهم بين 26 و45 عاماً، وهي الفئة العمرية الإنتاجية. ويحتاج مريض الغسيل الكلوي إلى البقاء على جهاز الغسيل ثلاث مرات أسبوعياً. وفي المقابل يوجد نحو 500 حالة وفاة دماغية، يمكن ان تكون سبباً في منح الحياة بعد الله لمرضى الفشل العضوي الذين يعانون الآلام في كل لحظة». واستندت المجموعة على نتائج هذه الدراسة في تنفيذ «الحملة الوطنية للتوعية بالتبرع بالأعضاء»، لنشر المفهوم الصحيح حول التبرع في جميع أنحاء المملكة على مراحل. بدورها، قالت المسؤولة الوطنية للجنة الدائمة للخدمات الإنسانية والسلام الدكتورة ريم الحواس: «إن الجمعية الوطنية لطلاب الطب هي أول اتحاد طلابي في المملكة، وهي تابعة للاتحاد الدولي لطلاب الطب، الذي يعد أكبر اتحاد طلابي عالمي. وتضم الجمعية أربع لجان دائمة، ومنها اللجنة الدائمة للخدمات الإنسانية والسلام، التي تأسست في بداية عام 2008، وتمكنت من إنجاز مشاريع ناجحة عدة على مستوى المملكة خلال سبعة أشهر فقط من انطلاقها». زائر يطلب 50 بطاقة فارغة لأسرته واجه منظمو «الحملة الوطنية للتوعية بالتبرع بالأعضاء»، مواقف مشجعة من زوار معرض «امنح حياة»، أبرزها ما نقله المنسق الوطني للجنة الإعلامية الدكتور عبد المحسن الدليجان، أن «أحد زوار المعرض بعد اقتناعه بالفكرة، طلب 50 بطاقة فارغة، لتسويق الفكرة في مناسبة عائلية». فيما قالت منسقة «امنح حياة» في المنطقة الشرقية الدكتورة ليلى بوبشيت: «وزعنا استبيان الحملة في منطقة المطاعم في مجمع الراشد، فما كان من إحدى العوائل المكونة من سبعة أفراد، إلا أن طلبوا بطاقات التبرع بعد الوفاة الدماغية، وقالوا إنهم سمعوا عن التبرع بالأعضاء من خلال متابعة الأفلام والتلفزيون، لكنهم لم يتوقعوا أن يتم تطبيق الفكرة محلياً. وشكروا «امنح حياة» على هذه الحملة الإنسانية». كما ذكرت بوبشيت موقفاً آخر «جاءت إحدى الفتيات برفقة والدتها التي لم تكن مقتنعة بالتبرع بالأعضاء، وطلبت من عضوات المعرض شرح الفكرة لوالدتها، وبعد أن استمعت الأم إلى الإحصاءات ورأت معاناة المرضى، قامت هي وابنتها بالتوقيع على البطاقة»، مشيرة إلى موقف آخر «كانت بعض زائرات المعرض مقتنعات بفكرة التبرع بالأعضاء، وحكمها الشرعي، لكنهن تخوفن من التوقيع على البطاقة، بيد أنهن بعد زيارة المعرض قمن بتعبئة البطاقة، ودعون زميلاتهن إلى زيارة المعرض».