طوكيو - رويترز، أ ف ب - حققت المعارضة في اليابان فوزاً تاريخياً وأطاحت الحزب المحافظ الذي يحكم البلاد منذ 54 سنة، ما القى على عاتق الحزب الديموقراطي المعارض مهمة انعاش اقتصاد ضعيف. وأعلن رئيس الوزراء الياباني تارو آسو عزمه على الاستقالة من رئاسة الحزب الليبرالي الديموقراطي بعد هزيمة الحزب النكراء في الانتخابات الاشتراعية، فيما قال رئيس الوزراء الياباني المقبل يوكيو هاتوياما ان الحزب الديموقراطي الذي يتزعمه يريد ان يشكل ائتلافاً يضم احزاباً اصغر وذلك بعد اكتساحه نتائج الانتخابات. وأظهرت نتائج الانتخابات ان الحزب الديموقراطي نجح في تحقيق فوز ساحق بحصوله على نحو 315 مقعداً في مجلس النواب الذي يبلغ عدد مقاعده 480 مقعداً. وتماشى ذلك مع استطلاعات للرأي اجريت عقب خروج الناخبين من مراكز الاقتراع وكذلك مع استطلاعات أجريت خلال الحملة الانتخابية، توقعت فوز المعارضة. وانهى ذلك حكم الحزب الديموقراطي الحر المستمر منذ اكثر من 54 سنة من دون انقطاع تقريباً. وكسرت النتيجة حالاً من الجمود في البرلمان، مما ينذر بتشكيل حكومة تعهدت بتركيز الإنفاق على المستهلكين وتقليل الإنفاق غير الضروري وتقليص سيطرة البيروقراطيين على السياسة لمواجهة التحديات التي تشمل زيادة أعداد المسنين بسرعة كبيرة في المجتمع. مشاركة كثيفة وشهدت الانتخابات اقبالاً كثيفاً للناخبين، اكبر مما شهدته الانتخابات السابقة قبل اربع سنوات وذلك بفضل العدد الكبير للتصويت المسبق. ويعتقد أن الإقبال الكبير على الإدلاء بالأصوات صب في مصلحة المعارضة. رهان جديد وبدا الناخبون اليابانيون المحبطون مستعدين لإسقاط الحزب المحافظ الذي يحكم البلاد منذ فترة طويلة ليعهدوا الي المعارضة الجديدة بمهمة استعادة قوة الاقتصاد الضعيف والتعامل مع مشكلة ارتفاع عمر السكان. ويؤدي فوز الحزب الديموقراطي الياباني إلى إنهاء حكم الحزب الليبرالي الديموقراطي الياباني الذي يرأسه تارو اسو رئيس الوزراء وإيجاد مخرج من الأزمة في البرلمان حيث فازت المعارضة وحلفاؤها بالسيطرة على مجلس الشيوخ الأقل قوة من مجلس النواب عام 2007 وأصبح بإمكانها تعطيل صدور القوانين. وتعهد الحزب الديموقراطي الياباني بالعودة إلى التركيز على الإنفاق العائلي مع تقديم منح لمن ينجبون أطفالاً ودعم المزارعين، في حين يحاول انتزاع السيطرة على السياسة من أيدي البيروقراطيين الذين يتحملون غالبية اللوم في فشل اليابان في التعامل مع مشكلات مثل نظام المعاشات المتهالك. كما يرغب الحزب في تبني موقف ديبلوماسي اكثر استقلالية عن الولاياتالمتحدة الحليف الأمني المقرب مع بناء علاقات أفضل مع آسيا بدلاً من العلاقات التي تخيم عليها ذكريات الحروب السابقة. وقال يوكيو هاتوياما زعيم الحزب الديموقراطي الياباني (62 سنة) وهو حفيد ثري لرئيس وزراء سابق للناخبين: إن الانتخابات ستغير التاريخ الياباني. والفوز الكاسح يشبه الزلزال السياسي في اليابان، على رغم أن بعض المحللين يقولون إن التوقعات ربما تكون مفرطة. وعلى الأغلب سترحب الأسواق المالية في شكل عام بانتهاء الأزمة في البرلمان الياباني المستمرة منذ عامين. لكن محللين يخشون من أن تؤدي خطة الإنفاق التي يتبناها الحزب الديموقراطي الياباني وهي مزيج من خطة إنفاق الحزب الليبرالي والاشتراكيين السابقين والمحافظين الشبان الذين تجمعوا عام 1998 إلى زيادة الدين الياباني العام الضخم.