تواصلت أمس حال المراوحة في ما خص تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة. وأمل الرئيس المكلف تشكيلها سعد الحريري، بأن تكون مبادرته بلقاء رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النيابي ميشال عون إيجابية، مكرراً أن «ما يهمنا هو لبنان، ونحن نتعالى دائماً عن الجراح». وجدد الحريري خلال إفطار التأكيد أن «لبنان أهم واكبر من أي رجل سياسي، وكما قال الرئيس الشهيد: لا أحد اكبر من بلده، وان شاء الله تكون هذه المبادرة (لقاء عون) إيجابية ونلتقي في مكان ما، أكان في القصر الجمهوري أم في البرلمان». وتطرق الحريري الى الأوضاع في فلسطين، وقال: «القضية الفلسطينية قضيتنا وقضية كل العرب وكل اللبنانيين، وستبقى كذلك. وكما تعرفون فإن الرئيس الحريري كان من الشخصيات التي ساهمت في كتابة الدستور الفلسطيني، ونحن لكي نكون أقوياء وندافع عن قضيتنا المركزية، يجب ان نضع نصب أعيننا لبنان اولاً»، مؤكداً أن «لبنان اولا هو اقوى لأي قضية عربية محقة». وكان الحريري حضر أيضاً احتفال جمعية متخرجي المقاصد في البيال، حيث القى النائب عمار حوري كلمة باسمه قال فيها: «لا نريد تعطيلاً داخل الحكومة العتيدة، ولا نريد أن يلعب الوزير دور الوزير ودور المعارض في الوقت نفسه»، وأضاف: «فلنأخذ بعض الوقت في التشكيل خير من أن نشكل حكومة مليئة بالألغام»، مستغرباً ان «تأتي اعتراضات ممن لم يرشح سعد الحريري لرئاسة الحكومة». وأكد حوري أن الحريري «ليس مديراً لإدارة بريد، هو يتلقى ترشيحات وتمنيات الكتل النيابية ولكن في لحظة الحقيقة هو وفخامة الرئيس سيوقعان مرسوم التشكيل»، معلناً أن «لا اعتذار من سعد الحريري عن التشكيل». ودعا الى أن «يطبق الطائف أولا ولنناقش بعد ذلك أية تفاصيل قابلة للتعديل» منتقداً الحديث عن «فصل الوزارات كالداخلية والبلديات والخارجية والمغتربين وكأن من يطرح هذه الأفكار لا يعلم أن الوزارات تنظم بقوانين تصدر عن المجلس النيابي، واليوم نحن في ظل حكومة تصريف الأعمال ولا إمكانية للتشريع في المجلس النيابي». وأكد عضو كتلة «القوات اللبنانية» النيابية جورج عدوان انه «الى جانب الاكثرية والاقلية هناك رئيس للجمهورية، هو راعي للدستور والمؤسسات وعلينا ان ندعمه». وقال خلال احتفال في إقليمالخروب: «لن نترك أي تصرف او موقف سياسي يعكر المصالحة التي تمت في الجبل، وسنحافظ على خيار الألفة والتفاهم، ونؤكد ان الاولوية هي للمصالحة وللعيش المشترك والمحافظة على جو الاستقرار». وأضاف: «الانتخابات أنتجت أكثرية وهي ترشحت على خيارات واضحة، كقيام الدولة التي لا يشاركها أحد في قراراتها ولا في سلاحها ولا في قرار الحرب والسلم. واجبنا ان نحافظ على خيارات الناس، فالأكثرية باقية والأيام المقبلة ستشهد اجتماعاً للأكثرية بكامل مكوناتها وسيرى الجميع ان الاكثرية التي اختارها الناس ما زالت على خياراتها»، لافتاً الى أن «هناك محاولات متعددة لإسقاط الدستور والطائف، ونحن كأكثرية كل ما سنقوم به هو من خلال دستورنا الذي يقوم على تعددية توافقية، لكن في الوقت نفسه لا يفتح المجال لأن تتحول الى تعطيل، فنحن نمد يدنا للأقلية لنحصن وطننا وليس لنلغي نتائج الانتخابات». واعتبر عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق سمير فرنجية في حديث الى اذاعة «صوت لبنان» أن وحدة 14 آذار يؤمنها الراي العام اللبناني الذي يضغط للاستمرار في هذه الوحدة، مؤكداً ان «الثوابت الاساسية ما زالت قائمة»، ومشيراً الى ان اجتماع نواب الاكثرية سيؤكد على الوفاء لخيارات الناخبين قبل اي شيء آخر. واعتبر ان اصرار عون على توزير وزير الاتصالات جبران باسيل مجرد تعبير عن موقف «حزب الله» ولا استقلالية له، مشيراً الى ان المعارضة ترد على انتصار 14 آذار في الانتخابات بالمساومة على حقائب وزارية داخل الحكومة. ولفت الى ان «حزب الله» اعترف بنتيجة الانتخابات الا انه لم يقبلها ولم يقر بضرورة التغيير بسياسته.