حذّرت منظمة الصحة العالمية من ازدياد خطر الأوبئة في سورية والدول المجاورة مع اقتراب فصل الصيف، وخصوصاً التيفوئيد والكوليرا والدزنتاريا. وأعربت المنظمة، في تقرير، عن القلق العميق من "تزايد حالات الأمراض المتنقلة داخل سورية وبين السوريين النازحين إلى الدول المجاورة في المنطقة"، محذّرة من أن "غياب إجراءات الوقاية والسيطرة، من شأنه أن يؤدي إلى خطر محتمل لتفشّي الأوبئة". وأشار التقرير إلى أنه "في العامين الماضيين، تعرّض النظام الصحي السوري إلى تعطيل خطير، إذ أن 35% من المستشفيات الحكومية في أنحاء البلاد توقفت عن العمل، وفرّ حوالي 70% من العاملين في القطاع الصحي في بعض المحافظات، ما أدى إلى نقص كبير في عدد الموظفين الصحيين الكفؤين، وإمكانية الحصول على الرعاية الصحية". كما حذّرت من أنه "مع تدهور الوضع الصحي واستمرار ارتفاع درجات الحرارة، يزداد خطر الأوبئة". وقال مدير قسم الأمراض المتنقلة في مكتب منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط جواد مهجور، إن "جميع عوامل الخطر التي تعزز انتقال الأمراض المعدية موجودة في الأزمة الحالية في سورية والدول المجاورة لها"، متوقعاً "عدداً من المخاطر على الصحة العامة من أمراض تنتقل بالماء، خصوصاً التهاب الكبد والتيفوئيد والكوليرا والدزنتاريا، نظراً إلى وتيرة تحرّك السكان داخل سورية وعبر الحدود بالإضافة إلى تدهور الظروف الصحية البيئية، لا يمكن تفادي تفشي الأوبئة". وأشار التقرير إلى "تفشي الأمراض التي يمكن الوقاية منها عبر اللقاحات، مثل الحصبة بسبب تراجع نظام التلقيح في سورية من 95% في العام 2010 إلى 45% عام 2013". وقالت المنظمة إن "الإجراءات الرئيسية للوقاية من الأمراض والسيطرة عليها، التي تتخذها المنظمة وشركاؤها للرد على التهديدات للصحة العامة من الأمراض المعدية، تتضمن توزيع ناموسيات للأسرّة وتجهيزات صحية وأدوية، بالإضافة إلى حملات تلقيح كبيرة في سورية والدول المجاورة"، مشيرةً إلى أن "خطتها للأشهر الثلاثة المقبلة تتضمن تدريب موظفين صحيين، لتنفيذ خطتها لاحتواء تفشي الأوبئة في الصيف".