توقع زعيم السلفية الجهادية في الأردن حدوث مواجهة حاسمة بين الجهاديين السنة ومقاتلي «حزب الله» اللبناني في غضون الأيام المقبلة، مؤكداً أن مقاتلة أنصار الحزب الشيعي تعتبر «على رأس أولويات» مقاتليه. وقال محمد الشلبي، المعروف ب «أبو سياف»، في تصريحات ل «الحياة»، إن مقاتلي «جبهة النصرة» التي أدرجتها الأممالمتحدة على قائمة المنظمات الإرهابية «في طريقهم إلى كل المواقع التي يسيطر عليها مقاتلو الحزب» الموالون لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. وأضاف: «ننتظر دخولهم القصير حتى يغيّروا المعادلة، ويلحقوا الهزيمة الفادحة بأنصار حزب الشيطان (حزب الله)». وتتعرض القصير الواقعة في محافظة حمص لهجوم يشنه الجيش النظامي السوري يسانده مقاتلو «حزب الله»، منذ 19 أيار (مايو) الماضي. وقال الشلبي إن «الجهاد واجب على كل معتد، فكيف إذا تضمن الاعتداء قتل النفس ونشر المذهب الشيعي عنوة». وأضاف: «إننا ندعو صراحة إلى قتال هذا الحزب، وعلى أهل السنة والجماعة داخل لبنان وسورية أن يستهدفوا مواقعه وقادته». وهذه المرة الأولى التي يدعو فيها «أبو سياف» صراحة إلى مقاتلة «حزب الله»، إضافة إلى استهداف مقراته وقادته. وزاد: «الأصل أن يكون لعلماء السنة الكبار موقف ثابت من جماعة إيران، وأن يصدحوا بالحق، معلنين وجوب قتالها». وقال: «حزب الله هو الذي اقتحم المدن السنية داخل سورية. نحن لم نذهب إلى مواقعه، وإنما ندافع عن أنفسنا». وأقر الزعيم بأن الحزب اللبناني «غيّر قواعد اللعبة على الأرض»، إذ إن له «قدرة لا يستهان بها، ولدى أفراده خبرة في قتال الشوارع»، لكنه أردف أن المقاتلين السنة داخل سورية والوافدين من الأردن ومختلف الدول الإسلامية «يمتلكون خبرة لا تضاهى، والأهم أنهم يتمتعون بعقيدة واتصال مباشر مع الله». وقال: «لدينا معلومات مؤكدة عن وصول أعداد كبيرة من أتباع الطائفة الشيعية في البحرين وباكستان ودول خليجية أخرى، للقتال إلى جانب حزب الله والنظام السوري»، مضيفاً أن الجبهة «ستتصدى لهم بكل قوة». وأكد «أبو سياف» مؤازرة ودعم «جبهة النصرة»، لافتاً إلى أن عدد المقاتلين الأردنيين فيها يتجاوز ال500 مقاتل «هم الأكثر خبرة ومراساً». لكنه أوضح أن أنصاره «يذهبون إلى القتال بصورة فردية وغير منظمة»، مضيفاً أن بعضهم دخل سورية بمساعدة المهربين مقابل المال. وقال «أبو سياف» المقيم في مدينة معان الصحراوية ( 160 كلم جنوب عمان) حيث شارك باشتباكات مع قوات الأمن عام 2002، إن العلاقة بين سلفيي الأردن والجبهة «أشبه بالعلاقة مع تنظيم القاعدة وتنظيم أنصار الشريعة في تونس، إذ لا علاقة تنظيمية تجمعنا، سوى أن الفكر واحد والمنهج واحد». وأمضى «أبو سياف» 10 سنوات وراء القضبان، بسبب أنشطة مرتبطة بالسلفيين الجهاديين، بما في ذلك اتهامه بمؤامرة لمهاجمة قوات أميركية داخل الأردن، ويبدو أنه لا يكترث بسبب إخضاعه للمراقبة. وتؤكد قيادات سلفية أن معظم جهاديي الأردن المرابطين على الجبهة السورية، وغالبيتهم من الزرقاء والرصيفة، تليها عمان ثم مدن الجنوب والوسط، فالشمال، يعكفون على قيادة ألوية عسكرية نافذة داخل «النصرة»، حيث إن كثيراً منهم سبق أن خاض معارك في أفغانستان، والعراق، والشيشان، واليمن. ويعد إياد الطوباسي، المعروف ب «أبو جليبيب»، من أبرز القادة الأردنيين لدى الجبهة، وهو صهر أبو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم «القاعدة» السابق في بلاد الرافدين. وتشير أرقام رسمية غير معلنة، إلى أن عدد الجهاديين المقيمين داخل الأردن يقارب 5 آلاف، يعملون بالخفاء، وينتظرون فرصة اللحاق بمقاتلي سورية، فيما تراقبهم السلطة عن كثب. واعتقل الأردن خلال الأشهر الماضية عشرات السلفيين قبل تمكنهم الوصول إلى سورية، وحوكم بعضهم أخيرا بالسجن أمام محكمة أمن الدولة.