تحول الخلاف بين المعتصمين في العراق إلى اشتباكات بالأيدي، خصوصاً في الفلوجة، وغابت الدعوات إلى إقامة الأقاليم عن خطب الجمعة التي اطلق عليها اسم «خيار أهل الميدان خيارنا». إلى ذلك، طالب رئيس البرلمان أسامة النجيفي نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن بالضغط على الحكومة لوقف مذكرات اعتقال قادة «القائمة العراقية» والمتظاهرين وزعماء «الصحوة». واستقطبت ساحات الاعتصام في الأنبار وصلاح الدين آلاف المتظاهرين أمس، فيما أم آخرون الجوامع في الموصل وديالى وبغداد، على رغم الإجراءات الأمنية المشددة. وعلمت «الحياة» أن بعض قادة الاعتصامات في الأنبار وسامراء ابدوا استياءهم من موقف رجل الدين عبد الملك السعدي الرافض خيار إقامة إقليم أو المواجهة المسلحة، فيما أكد مقربون من السعدي تذمره من مواقف بعض السياسيين في المحافظات التي تشهد تظاهرات وتحديداً من «الحزب الإسلامي». وقال عضو مجلس عشائر الفلوجة الذي يدعم التظاهرات المناهضة للحكومة الشيخ احمد السعدون في اتصال مع «الحياة» امس إن «بعض قادة التظاهرات المحسوبين على جهة سياسية معروفة تجاهلوا اليوم (امس) موقف السعدي الرافض تشكيل الأقاليم فرفع أنصارهم لافتات تدعو إلى تشكيلها». وأضاف أن «اشتباكات بالأيدي وقعت بين متظاهرين رفعوا لافتات تدعو إلى تشكيل الأقاليم وآخرين يرفضونه، وتم إنزالها سلمياً، فيما تحاشى خطيب الجمعة التطرق إلى الموضوع على رغم انه من مؤيديه». وأوضح السعدون أن « هناك إجماعاً بين كبار رجال الدين السنة في البلاد على رفض مشروع الأقاليم أو المواجهة المسلحة مع الحكومة»، ولفت إلى أن «الحزب الإسلامي يحرّض المحافظة على تشكيل إقليم لكن الغالبية من الأهالي يرفضون ذلك». وأفاد الناشط في تظاهرات الرمادي عبد الحميد الراوي «الحياة» بأن «قادة الحزب الإسلامي وعدداً من نواب وسياسيي المحافظة فوجئوا ببيان السعدي الذي رفض خيار الأقاليم والمواجهة المسلحة وقرروا تجاهله»، وأضاف أن «تسمية الجمعة خيار أهل الميدان خيارنا موجه ضد السعدي». وأشار إلى أن «الشيخ السعدي متذمر من مواقف بعض السياسيين في المحافظة الذين يريدون الصعود على أكتاف المتظاهرين ويسعون إلى استغلال التظاهرات للحصول على مكاسب شخصية»، وزاد أن «الحزب الإسلامي هو عراب فكرة الأقاليم ويقوم أتباعه في المحافظات التي تشهد تظاهرات بالدفع نحوه بقوة». من جهة أخرى، اعتقلت قوات الشرطة المحلية صحافيين كانوا يتوجهون لتغطية التظاهرات في الرمادي، وطلبت منهم التعهد بعدم تغطيتها مستقبلاً. وفي سامراء، قال إمام المعتصمين حسين غازي: «هناك أكثر من قنبلة موقوتة في العراق ونحن نحذر، ولات ساعة مندم، العقلاء من التقاعس عن اقتلاع جذور الفتنة التي لا تحل بلقاء بين السنة والشيعة لأنهم ليسوا السبب وإنما سياسة الحكومة هي السبب ويجب أن نقف على مواطن الخلل فيها». وزاد أن «أخطر فتنة تهدد بلدنا هي الطائفية وقد كرستها تلك السياسات الخاطئة ويجب أن لا نسمح لأحد بأن يدمر البلاد بأي حجة». وعن الجدال حول خيار الإقليم قال غازي: «ليس من المستغرب أن يكون هناك جدل لكن هناك علماء كباراً وفقهاء ومجلساً فقهياً وسياسيين ومثقفين وأكاديميين وقانونيين يدرسون هذه المسألة ليخرجوا بتوافق لحقن الدماء»، وأكد أن» الخيارات هي خيارات المعتصمين في الميدان ونحن مستمرون بالمطالبة بالحقوق وبإطلاق سراح الأبرياء». في بغداد، شهدت المساجد في مناطق الأعظمية والسيدية والدورة والعامرية حضوراً كثيفاً، على رغم الإجراءات الأمنية المشددة، وركزت خطب الجمعة على التدهور الأمني واستهداف الجوامع. على صعيد آخر، نقل بيان لمكتب النجيفي عن بايدن إعرابه عن «قلقه حيال تزايد حالات العنف والتطرف في العراق وسورية»، لافتاً إلى «ضرورة التهدئة».