بانقضاء نحو أسبوع من شهر رمضان المبارك، مالت الأسواق التجارية في مدينة الدمام إلى «الهدوء النسبي»، بعد أن خف فيها الزحام، الذي وصل ذروته في الأيام الأخيرة من شهر شعبان، والأولى من رمضان. وتركز على أسواق الخضراوات واللحوم والدواجن، ومراكز التسويق، التي تنافست في تقديم عروض وتخفيضات، تراوحت بين «الوهمية» و«الحقيقية». وكان هذا التركيز على حساب أسواق أخرى، مثل الملابس والأحذية والقرطاسيات، التي انتهزت فرصة «البيات الصيفي»، كي تستعد لما هو آتٍ من مواسم تجارية تنتظرها. وعلى رغم وجود فارق زمني يتجاوز الشهر، يفصلنا عن الموسم الدراسي الجديد، إلا أن محالاً عدة أصرت على أن تستبق الأحداث، وتعلن مبكراً، عن تخفيضات في سلع تعليمية. وقدمت محالٌ أخرى الحقائب المدرسية والدفاتر إلى واجهاتها الأمامية، وأعلنت محال «تفصيل المريول المدرسي» عن استقبال زبائنها من الطلاب والطالبات، وهو ما اعترض عليه طلاب، رأوا أنه «من المبكر جداً تذكيرهم بالعام الدراسي، على رغم أن رمضان لا يزال في بدايته، وستعقبه أيام عيد الفطر المبارك». وتوقع محمد القرني (مدير أحد مراكز التسويق الكبرى في الدمام)، أن «يخف الزحام، الذي شهده مركزه في الأسبوع الأول من رمضان، إلى النصف في بداية الأسبوع الثاني». وقال: «هذه عادة سنوية اجتماعية لدى غالبية الأسر، أن تتسوق بنوع من العشوائية والارتجالية قبيل شهر رمضان، لتأمين حاجة الشهر الكريم، لتكتشف بعد ذلك، أنها ليست في حاجة إلى هذا النوع من التسوق، وأن منازلهم عامرة بما يكفي لطعامهم وشرابهم بقية الشهر»، مشيراً إلى أن الزحام «يختفي تماماً، بانتهاء ال20 يوماً الأولى من رمضان، وتعود الأسواق إلى طبيعتها المعروفة عنها». ويعترف القرني، بأن «عروض مراكز التسوق الكبرى، خالطها نوع من الخداع المتعمد، فالعروض المخفضة هي الورقة الرابحة في رمضان، ولا يمكن تركها من دون استغلال كامل. بيد أن السلع التي عليها عروض مخفضة، تكون محدودة الكمية من المنشأ الذي يمدنا بها، لذا كان من الصعب أن تكفي هذه الكميات، على محدوديتها، جميع الزبائن»، مضيفاً «لا شك أن في هذا شيئاً من الخداع، ولكن في الوقت نفسه؛ أرى أنه لا يمكن توفير كميات كبيرة من السلع المخفضة، تكفي لجميع الزبائن، وإلا تكبدنا خسائر كبيرة»، مؤكداً أن الغرض من هذه العروض هو «لفت الانتباه». وخلطت محال ألعاب الأطفال في الدمام، بين سلعها الرئيسة من لعب الأطفال الكثيرة والمتنوعة، وبين حاجة العام الدراسي الجديد، وبخاصة الحقائب الدراسية، في صورة أربكت الصغار، الذين تساءلوا؛ ببراءة: أين هم من العام الدراسي؟ وهل الإجازة الصيفية انتهت بهذه السرعة؟ ورفض الطفل خالد (ثماني سنوات) نصيحة والده بأن يشتري له حقيبة مدرسية للعام الجديد. ويقول الأب: «دخلت بصحبة ابني لمحل الألعاب، كي أشتري له لعبةً إلكترونيةً، وفوجئت بالعشرات من الحقائب المدرسية المرصوصة في واجهة المحل، ما أدخلني في جو العام الدراسي مبكراً، وفوجئت بابني يسأل لماذا كل هذه الحقائب، على رغم أن رمضان ما زال فيه أكثر من ثلاثة أسابيع، يضاف إليها إجازة عيد الفطر المبارك»، مضيفاً ان «دعوتي لابني بشراء حقيبة مدرسية، قوبلت بالرفض ثم التأجيل، واكتفينا بشراء اللعبة المطلوبة». وتتهيأ المكتبات للعام الدراسي مبكراً، بوضع الدفاتر والأدوات المدرسية في المقدمة، فيما اتخذت لعب الأطفال، والقصص العامة، مكانها في الصفوف الخلفية. «وأكد المدير المسؤول في مكتبة المتنبي في الدمام أبو الفضل سعيد، أن هذه الاستعدادات «جاءت في وقتها»، موضحاً أن «البداية الحقيقية لموسم بيع المواد الدراسية بمختلف أنواعها وأشكالها، ستبدأ في النصف الثاني من رمضان، أي بعد نحو أسبوع». وأضاف سعيد، «في الشهور الأخيرة، أصابنا الركود، وهذا ما تعودنا عليه كل عام، مع بداية العام الدراسي، بيد أننا تغلبنا على هذا الركود، بعرض القصص العامة، والألعاب وبعض الإكسسوارات، في الوقت ذاته، بدأنا الاستعداد للعام الدراسي، الذي كنا نخشى تأجيله بحسب ما تردد، بسبب الخوف من تفشي مرض أنفلونزا الخنازير، إلا أن قرار وزارة التربية والتعليم، ببدء العام الدراسي في موعده، أثلج صدورنا كتجار».