يقطع ملاك المتاحف الخاصة في السعودية آلاف الكيلو مترات بحثاً عن قطع أثرية وأخرى تراثية، لشرائها وتزويد متاحفهم بها، منفقين على متاحفهم الخاصة التي عملوا على إنشائها عشرات العقود ملايين الريالات، إذ إن هذا الأمر يعد جزءاً من ضريبة حبهم لهواية جمع القطع الأثرية واقتنائها، إلا أنهم يواجهون بعض الصعوبات مع هيئة السياحة والآثار وبعض الجهات ذات العلاقة التي تعمل على منحهم تراخيص المتاحف، إذ يمثل أحدهم بقوله «لم يهتم بنا أحد حتى نقول إننا أصبحنا مهمشين». و أوضح أحد ملاك المتاحف الخاصة خالد جميل، والذي يضم مخطوطات قديمة يبلغ عمرها لأكثر من 10 قرون، أنه ينفق على المتحف الخاص به نحو 25 ألف ريال سنوياً من دخله الخاص، إلا أنه يشكو من الهيئة العامة للسياحة والآثار في منطقته، بأنها لا تقدم له الدعم والتشجيع، والتي لا تتكفل بنقل متحفه الخاص في حال رغبته بالمشاركة في مهرجانات خارج المنطقة التي يسكنها، إذ يتم أنتقاء المشاركين من قبل الهيئة على طريقة «المحسوبيات» - على حد قوله -. وقال جميل إنه يرفض إعطاء الهيئة القطع الأثرية التي يمتلكها دون مقابل، أو حتى لإصلاحها وإعادتها مجاناً، مضيفاً «أحد معارفي سلم الهيئة كتاباً قديماً لإصلاحه من 10 سنوات وحتى الآن لم يعيدوه إليه». وبين أن متحفه الذي قدر من أحد رجال الأعمال بقيمة ستة ملايين ريال، يضم أقدم نسخة للقرآن والذي يبلغ عمره أكثر من 10 قرون، إضافة إلى عملات قديمة تصل إلى العهد الإغريقي. و يرى سعود النياف الذي يمتلك محتفاً أثرياً له أن الهيئة لم تقدم لهم أي خدمات، متسائلاً «لا نعلم مالذي يقدمونه لنا من خدمات كأصحاب متاحف؟»، مؤكداً أن جل ما يعمله أصحاب المتاحف هو اجتهاد شخصي وفردي، كما أن الترخيص الذي يتم منحهم إياه من قبل الجهات المعنية ليس له أي فائدة تذكر. وأشار إلى أن الجهات ذات العلاقة كالبلديات وغيرها تتخلى عنهم في حال حاجة ملاك المتحاف إلى مساعدة منهم، مطالباً بنقل أصحاب المتاحف من وظائفهم الحالية إلى وظائف في «هيئة السياحة» ليتفرغوا بشكل تام للعمل على تجهيز متاحفهم والاهتمام بها، وإرسال مختصين لمعالجة القطع التي تحتاج إلى إصلاح، إضافة إلى تصنيف المتاحف إلى فئات معينة بحسب الأكثر احتواءً على القطع القديمة وعملية التنظيم. وحول الدخل المالي الذي تدره المتاحف على ملاكها أجاب خالد المطرود أنه يتسلم من بعض المكاتب السياحية التي تعمل على تنظيم زيارات الوفود لمتحفه مبالغ بسيطة لا تسد أجور الماء والكهرباء، كما أنهم في بعض الأحيان يضطرون إلى استقبال الوفود الرسمية دون مقابل لإظهار صورة المنطقة بشكل جيد، مستطرداً «في أحد المرات زار متحفي وفد رسمي من دولة شقيقة وسألني إن كانت الجهات المعنية تقدم لي الدعم، فأجبته بالإيجاب للحفاظ على سمعة هيئة السياحة». ولفت إلى مواجهتهم معاملات تعسفية وتعقيدات كثيرة من قبل الجهات الرسمية التي تعمل على إصدار التراخيص لمتاحفهم. وكان علي باخريصه الأكثر تفائلاً الذي التقى برئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، ووعدهم بوجود حلول للمشكلات التي يعانون منها، مطالباً بالاستعجال في تنفيذ قرار منح الأراضي لأصحاب المتاحف لتكون موقعاً لمتاحفهم. وشدد على ضرورة توفير الجانب الأمني لمواقع متاحفهم الحالية، وتأهيل أصحاب المتاحف في كيفية تعاملهم مع القطع الأثرية، وتوفير عمليات الصيانة والترميم للقطع الأثرية.