خرج عدد من مثقفي حائل أول من أمس من النادي الأدبي مطمئنين على كنز حائل الذي اكتشف قبل أربعة أشهر في قرية الأجفر بكميات كبيرة، بأنه سيعود لها، وأن قصر حاتم الطائي الذي يملكه أحد المواطنين بحائل ستنزع ملكيته لصالح هيئة الآثار والسياحة، وتمثلت أبرز مطالبهم بعرض آثار "روائع المملكة" في المدن السعودية، وإنشاء جمعية تضم أصحاب المتاحف الخاصة بحائل، فيما هاجم بعض الحضور المتاحف الخاصة ووصفها بالمقبرة المهملة، وأنها تعاني العنوسة ولا يكاد يزورها أحد رغم أنها تضم قطعاً أثرية كثيرة، ولا تجد من يستثمرها. جاء ذلك في ندوة نظمها نادي حائل الأدبي بالقاعة الثقافية في مقره بعنوان: "المتاحف الخاصة.. الواقع والمأمول"، أدارها عضو مجلس إدارة النادي سالم الثنيان، وشارك بها مدير مكتب الآثار والمتاحف بحائل سعد الرويسان، وصاحب أحد المتاحف الخاصة بحائل علي بن عوض باخريصة. وفي بداية الندوة تحدث باخريصة عن الآثار في منطقة حائل والقيمة الدائمة للآثار، وتناول أحد وظائف المتاحف من حيث إتاحة الفرصة للتعلم مع المتعة، وتطرق باخريصة لمتطلبات أصحاب المتاحف الخاصة من إصدار تنظيم للمهتمين بجمع التراث، وإيجاد أماكن خاصة لأصحاب المتاحف، وإنشاء جمعية خاصة بهم، ووضع المتاحف الخاصة ضمن البرامج السياحية مع الاستفادة من الفعاليات للترويج للمتاحف، والتعاون من هيئة السياحة والآثار لتوفير معلومات عن القطع في المتاحف مع تدريب أصحابها على الترميم والمساندة في التوثيق لبيانات القطع الأثرية، مطالبا بدعم المتاحف الخاصة لتكون مساندة للمتاحف الحكومية، والعمل على إيجاد مزاد تراثي منظم للمقتنيات. وقال مدير مكتب الآثار والمتاحف بحائل سعد الرويسان: لدينا دراسة مسحية ميدانية لمتاحف لمنطقة حائل، ولدينا متاحف مسجلة، والنظام يحتم تسجيل جميع المتاحف وفق شروط إصدار التراخيص، مؤكداً أن الهيئة العامة للسياحة والآثار تعمل على صياغة نظام الآثار بما فيها المتاحف. وفي مداخلة للمهندس حسني جبر وصف المتاحف الخاصة بأنها تعاني من العنوسة ولا يكاد يزورها أحد رغم أنها تضم قطعا أثرية كثيرة، ولا تجد من يستثمرها، مشيرا إلى أن الوعي والثقافة والآثار ثلاثي أي قصور في أحد أركانه يؤثر بالآخر، فعلق باخريصة بأنه يتمنى أن يكون للمتاحف الخاصة موقع دائم لعرض المقتنيات ليكون الموقع مصدر جذب سياحي، فيما قال الرويسان إن هيئة السياحة والآثار لا تملك القرار لإيجاد مقر دائم للمتاحف الخاصة، وإن الأمر يقع تحت مسؤولية وزارة الشؤون البلدية والقروية، مؤكداً أن المتاحف الخاصة دون مقرات دائمة ستبقى معطلة، وألمح إلى أن مبنى متحف حائل المزمع إنشاؤه على مساحة عشرة آلاف متر مربع بقيمة 38 مليون ريال سيتأخر البدء به لاختلاف التصاميم عن واقع الأرض حيث أعدت التصاميم على مساحة تقترب من ضعف مساحة الأرض المخصصة. ثم جاءت مداخلة من الدكتورة الجوهرة الجميل التي انتقدت عدم منح النساء فرصة للاطلاع على ما تضمه المتاحف الخاصة والعامة بحائل، فأكد الرويسان أن المتحف متاح لزيارة النساء وفق تنسيق مسبق. بعدها قدم رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي بمنطقة حائل عبدالسلام الحميد دعوة إلى رئيس السياحة والآثار في المملكة الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز لإطلاع المواطن على "روائع المملكة"، وقال: مع العودة إلى الاهتمام بالآثار رأينا روائع المملكة تعرض في إسبانيا، فقال الرويسان في رده: إن قصر القشلة سيكون أول مبنى تاريخي في المملكة يتم استثماره، وأضاف: لدينا الآن متحف في حائل، ولدينا مشروع مبنى متحف في محيط مركز الأمير سلطان الحضاري. وتساءلت رئيسة اللجنة النسائية بالنادي عائشة الشمري عن دور الإعلام في إبراز المتحف فقال الرويسان: يتاح لأي إعلامي الاطلاع على ما في المتحف، ونحن ندعو جميع الإعلاميين لزيارتنا ولكن بعض الإعلاميين يرغبون في الاطلاع على كل شيء، وهذا أحدث فجوة بيننا مع أننا نؤكد أن المعلومات التي لا ترتبط بتحقيقات سيكون فيها شفافية، مستشهدا بكنز قرية الأجفر الذي عثر عليه مؤخرا، وقال: لا تزال هناك جوانب غامضة ولا يزال التحقيق قائماً حتى الآن وبعض الإعلاميين ليس لديهم خلفية في هذا الموضوع فنتعامل معهم بدبلوماسية ونحاول إخفاء السبب في حجب المعلومة. ووصف رئيس لجنة سلمى الثقافية التابعة للنادي خلف الحشر المتاحف بأنها مقبرة بسبب عدم الاهتمام بها، وانتقد هدم قصر حاتم الطائي، وتساءل: هل في عهد حاتم الطائي محاكم شرعية تمنح صكوكاً؟، فعلق الرويسان بأن العمل الأثري عمل منظم فلا يمكن العمل في موقعين في وقت واحد، وتابع أنه خلال خمس سنوات وبمعدل شهرين في السنة الواحدة لم يكشف من موقع فيد الأثري ما يصل إلى 1% مؤكداً أن العمل وفق الإمكانات، وتابع: إن العمل يأتي تحت سلطة تشريعية وقضائية فلا يمكن إيقاف من يمتلك صك تملك إلا عن طريق نزع الملكيات، وخلص إلى أنه يتحفظ على عدة مواقع تحوي آثاراً منذ 26 عاماً وهي مملوكة بصكوك لمواطنين. وقال الرويسان في رده على إحدى المداخلات: إن موقع قصر حاتم الطائي يتداخل مع عدة أملاك ونزع الملكيات يرتبط بالميزانية، وأكد أن العمل يجري مع مالك موقع قصر حاتم الطائي للتأكد من أن القصر يدخل في حدود صك الملكية أم لا. وانتقد الرويسان العقوبات التي تنزل بمن يقبض عليهم في قضايا العبث بالآثار، وقال: نأمل أن يكون النظام الذي سيصدر رادعا، وعن كنز الأجفر أوضح أن الكنز ليس موجوداً بحائل لأنه يحتاج إلى حراسة أمنية خاصة، وقال: الكنز ضخم وتعود قطعه إلى العصر العباسي وجزء منها إلى العصر الأموي، موضحا أن كنز سميراء الذي عثر عليه قبل 25 عاماً سيعرض في حائل. وفي مداخلة للإعلامي مفرح الرشيدي عن القبور التي عثر عليها في موقع فيد الأثري وهل سيوقف العمل في الموقع أو ينقل الرفات إلى موقع آخر، قال الرويسان إن ما عثر عليه في موقع فيد هو قبر وحيد دفن فوق الموقع، وبعد العثور عليه أبعدت الأعمال في الجهة التي فيها القبر. أما عضو مجلس إدارة النادي علي العريفي فطالب أمانة منطقة حائل بإيجاد قرية تراثية تضم المهرجانات، وانتقد أحمد إبراهيم أحمد وجود المخطوطات الورقية في المتاحف، مشيرا إلى أن مكانها المكتبات وأنها تحتاج إلى عناية خاصة وتعامل علمي معها، ودعا الرويسان أصحاب المتاحف الخاصة للاستفادة من المتحف العام في تقييم القطع حتى لا تكون مسروقة أو مقلدة.