أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، عزم بلده بالتنسيق مع ألمانيا، على وضع خطة مشتركة لمحاربة بطالة الشباب المتفاقمة في أوروبا، خصوصاً بعد أزمة الديون السيادية. وأشار خلال كلمة في جامعة «بو» للعلوم في باريس، أن أوروبا تحتاج إلى منح جيل ما بعد الأزمة أملاً، تماماً كما فعلت مع جيل ما بعد الحرب العالمية الثانية منذ ستة عقود. ويذكر أن نحو ستة ملايين شاب يعانون البطالة في أوروبا الآن. ولفت هولاند إلى أن وضع البطالة في القارة يتطلب تحركاً سريعاً، مشيراً إلى اتفاقه مع المستشارة الألمانية أنغيلا مركل على وضع خطة حقيقية خلال العام الحالي لتوظيف الشباب. وعلى رغم التفاوت الكبير في معدل بطالة الشباب بين فرنساوألمانيا، حيث يبلغ في الأولى 25 في المئة للفئة العمرية من 15 إلى 24 عاماً، وفي الثانية ثمانية في المئة فقط، فإن قادة الدولتين يؤكدون الحاجة إلى توفير فرص العمل للشباب. وحضر وزراء العمل والمال في فرنساوألمانيا مؤتمر «أوروبا: الخطوة التالية» في جامعة «بو» للعلوم قبل الاجتماع مع هولاند. كما التقى رئيس الوزراء الإسباني، ماريانو راخوي، في وقت لاحق، الرئيس الفرنسي. ويذكر أن نسبة البطالة بين الشباب في إسبانيا تصل إلى نحو 50 في المئة. واعتبر وزير المال الألماني فولفغانغ شويبله، أن الفوز في المعركة ضد بطالة الشباب حيوي جداً من أجل الفوز في معركة وحدة أوروبا. كما أن خطة العمل التي تعتزم فرنساوألمانيا تقديمها للقمة الأوروبية الشهر المقبل ستطلق في برلين رسمياً في تموز (يوليو) المقبل، ولا تنطوي على ضخ أموال إضافية لخلق وظائف جديدة. وأوضحت وزيرة العمل الألمانية أورسولا فون دير لين، أن المال موجود، وأن بلدها وفرنسا تريدان تحقيق أفضل استفادة ممكنة من الموارد المتاحة. ويتوقع أن يساعد «بنك الاستثمار الأوروبي» في تمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي ينظر إليها باعتبارها أفضل السبل لتوفير الوظائف، ولكنها تعاني من صعوبة الحصول على القروض. كما أعلن الرئيس الفرنسي عزمه إطلاق برنامج يسمح لكل الشباب الأوروبيين بإتمام جزء من دوراتهم التدريبية في دول أخرى في الاتحاد الأوروبي، واستعجال تطبيق المبادرة الأوروبية لخلق الوظائف الجديدة التي تقدر استثماراتها بنحو ستة بلايين يورو (7.7 بليون دولار). وأدرجت هذه المبادرة ضمن موازنة المفوضية الأوروبية للسنوات السبع المقبلة، والتي لم يقرّها البرلمان الأوروبي بعد.