يجتمع القادة الاوروبيون الأربعاء المقبل ليوم واحد في مقر الاتحاد الاوروبي في بروكسل، في قمة تطغى عليها مسألة البطالة والانكماش المتزايد في منطقة اليورو لكن مع آمال بتديد المعارضة لحملة مقررة ضد التهرب الضريبي. وسيواجه القادة الاوروبيون في بروكسل مسألة البطالة بعدما بلغ عدد العاطلين عن العمل 26 مليوناً في دول الاتحاد، في ظل أطول انكماش تشهده منطقة اليورو منذ 18 شهراً. ومع تظاهرات الاحتجاج المنتظمة في عدة دول اوروبية احتجاجا على ما يعتبره المواطنون عواقب مدمرة لبرامج التقشف الوطنية، بدأ القادة الاوروبيون يشعرون بالضغط لضرورة القيام بتحرك ما. وقال مسؤول اوروبي متابع لتحضيرات القمة في بروكسل ل "فرانس برس"، إنه على القادة أن "يقدموا شيئا يمكن ان يؤدي الى خلق وظائف وفي وقت قريب"، مشدداً على أن "المعركة ضد التهرب الضريبي وتهريب الاموال ليست مجرد تهديد وانما من المنصف القول انها لن تؤدي الى نتيجة في المستقبل القريب". وكانت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند حاولا استخدام هاتين المسألتين اللتين يتقاربان حولهما كأساس لاتفاقات بين الدول الاعضاء ال27. لكن هذه المرة يرى بعض الدبلوماسيين انه سيكون من الصعب للقوتين الموجهتين في الاتحاد ان يتوصلا الى نتيجة. وتواجه ألمانيا تواجه مخاطر الاقتراب من الانكماش فيما عادت فرنسا الى الانكماش وتواجه دول اخرى اعضاء في الاتحاد الاوروبي صعوبات ايضا. وهذا الامر لن يساعد كثيرا قادة يواجهون معارك انتخابية مثل ميركل في ايلول/سبتمبر، حيث من الممكن لهذه المعركة الانتخابية أن تكبح ايضا جهود الاتحاد الاوروبي في المجال الاقتصادي هذه السنة. وفي الوقت الراهن تشير استطلاعات الرأي الى ان ميركل ستعود الى السلطة لكن في مطلق الاحوال فإن السياسة المحلية الالمانية ترتدي اهمية كبرى في منطقة اليورو. ولدى كبار المسؤولين في برلين الجرأة لكي يقروا بأن باريس وبروكسل تتحملان مسؤولية كما برز في نقاش تلفزيوني تحدث فيه وزير المالية الالماني وولفغانغ شويبله. وقال شويبله ان مؤسسات الاتحاد الاوروبي "كانت على الدوام الابطأ في التحرك" وانه في المعركة ضد البطالة سيكون من الحكمة معرفة اولا ما يمكن القيام به على المستوى الثنائي. وقد حاولت فرنسا والمانيا بصعوبة الاتفاق على طريقة المضي قدما في منطقة اليورو منذ تولي هولاند السلطة قبل سنة. فقد جدد الرئيس الاشتراكي الاسبوع الماضي دعوته الى اقامة حكومة اقتصادية واسعة لمنطقة اليورو. وقال انذاك "واجبي هو اخراج اوروبا من خمولها وتقليل استياء الشعوب الذي ليس من شانه سوى تهديد مستقبل الاتحاد الاوروبي نفسه" داعيا الى اقامة "حكومة اقتصادية" لدول الاتحاد الاوروبي "تجتمع شهريا حول رئيس مكرس لهذه المهمة وحدها". ادارة واسعة لمنطقة اليورو في مجال الاموال العامة والسياسة الاقتصادية. ورد برلين جاء فاترا حيث قال المتحدث باسم ميركل ان الافكار التي طرحت في سلسلة خطابات رغم انها ليست بجديدة "مثيرة للاهتمام" لكنها سابقة لاوانها. وما يعقد الامور ايضا خطة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لتنظيم استفتاء حول عضوية بريطانيا في الاتحاد الاوروبي في 2017. ويريد عبر ذلك الحصول على تنازلات اضافية من الاتحاد الاوروبي تصب في مصلحة لندن. وما يثير قلق القادة الاوروبيين ايضا الديون العالية لايطاليا واحتمال فرض مراقبة مشددة لوضع اسبانيا وخطط انقاذ اوروبية جديدة لسلوفينيا.