في ظل قلق فلسطيني من إعلان واشنطن انطلاق المفاوضات على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر المقبل قبل تجميد إسرائيلي كامل للاستيطان، يبدأ الرئيس محمود عباس اليوم الأحد جولة أوروبية وعربية تشمل فرنسا واسبانيا ومصر وقطر وليبيا ترمي الى حشد تأييد دولي للموقف الفلسطيني من عملية السلام وأي محادثات مقبلة.وأفادت مصادر مطلعة أن جولة عباس تهدف الى اجراء اتصالات مع زعماء وقادة تربطهم علاقات جيدة بواشنطن لشرح الموقف الفلسطيني من الاستيطان وعملية السلام. ولا يخفي مسؤولون فلسطينيون مخاوفهم من احتمال اقدام الادارة الأميركية على اطلاق المفاوضات في حال عدم نجاح جهودها في تحقيق الوقف التام للتوسع الاستيطاني الاسرائيلي في الضفة الغربية بما فيها القدس، بحسب ما تنص عليه خطة «خريطة الطريق» الدولية التي وضعتها اللجنة الرباعية بغرض استنئاف المفاوضات. إلا أن مسؤولاً في وزارة الخارجية الأميركية أكد ل»الحياة» «عدم صحة التقارير» في هذا الشأن، وأن الحديث عن أي «اتفاق هو سابق لأوانه». وكان الجانب الاسرائيلي حاول في تقارير صحافية اعطاء الانطباع بأن الطرفين اقتربوا من التوصل الى اتفاق، وأن الجانب الأميركي قدم تنازلات في مسألة تجميد المستوطنات تتعلق بقبول تجميد «جزئي» وموقت لفترة تسعة شهور لا يشمل مستوطنات القدسالشرقيةالمحتلة. ومن المقرر أن يصل المبعوث الأميركي لعملية السلام جورج ميتشل الى الاراضي الفلسطيني واسرائيل في غضون أسبوعين لمواصلة لقاءاته مع الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي. لكن هناك عقدة جديدة برزت أمام مهمة ميتشل، عكستها تصريحات الناطق باسم الخارجية الأميركي فيليب كراولي أول من أمس بأن الجانب الأميركي يطلب من اسرائيل «التزام واجباتها ضمن خريطة الطريق» ومن بينها الوقف الكامل للاستيطان في الضفة الغربيةوالقدس، وهو ما يثير تساؤلات عن مصير أي اعلان أميركي لاستئناف المفاوضات خلال الأسابيع المقبلة. ويسعى الجانب الأميركي إلى جمع الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي في لقاء مشترك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك أواخر الشهر المقبل. لكن مسؤولين فلسطينيين شددوا على أن أي لقاء بين عباس ونتانياهو لن يعني استئناف المفاوضات ما لم يترافق ذلك مع وقف كامل للاستيطان.