وصف عضو اللجنة التنفيذيّة لمنظمة التحرير الفلسطينيّة زكريا الآغا وضع اللاجئين الفلسطينيين داخل المخيمات في سورية ب «الصّعب» على رغم تضاؤل عددهم حالياً. وأكّد إثر عودته من مهمّة في دمشق موفداً من الرئيس الفلسطيني محمود عباس على رأس وفد من اللجنة التنفيذيّة في المنظّمة، بحضور مسؤولة اتحاد المرأة الفلسطينية أمينة جبريل، وممثل حركة «حماس» في لبنان علي بركة، وممثل الجبهة الشعبية - القيادة العامة أبو عماد رمزي، أن «اللاجئين الفلسطينيين يواجهون كارثة حقيقيّة في المخيمات في سوريّة خصوصاً في مخيّم اليرموك». وبعد عرضه ونائب وزير الخارجية والمغتربين السوري فيصل المقداد في مقر وزارة الخارجية في دمشق حال اللاجئين ومعاناتهم كل يوم جراء النزوح وتشتت البعض منهم في مختلف أنحاء سورية ولجوء البعض الآخر إلى البلدان المجاورة. ولفت الآغا إلى أن «الأمن مفقود داخل المخيّمات». وقال ل «الحياة» إن «مئات الآلاف يعيشون ظروفاً صعبة جداً خارج المخيّمات في عدد من المآوي في ظل أوضاع اقتصادية متدهورة». وأشار إلى أن «لجنة الغوث المسؤولة عن أوضاعهم تكاد تلبي احتياجاتهم»، مؤكّداً «حاجة الّلجنة إلى مبلغ يراوح بين 100 و120 مليون دولار لمواجهة هذه الأزمة». وأكّد أن «الدولة الفلسطينيّة ساعدت بحوالى مليون دولار للاجئين الفلسطينيين في سورية ومصر ولبنان»، مشدداً على أن «حتى هذه الّلحظة ليس هناك أي تبرعات ذات معنى لتغطية الحاجات». وعن الأوضاع الأمنيّة داخل المخيّمات الفلسطينيّة، أشار الآغا إلى أن «هناك مسلحين في المخيمات خصوصاً في مخيّم اليرموك». وقال «نتيجة لردود الفعل مع قوات الأمن السورية الموجودة على أطراف المخيم وفي داخلها يحصل تبادل لاطلاق النار ينتج منه ضحايا مدنيون». ولفت إلى أن «الحاجز على مدخل مخيّم اليرموك يعيق حركة الدخول والخروج منه»، مؤكّداً «العمل باستمرار على تحسين الوضع على مدخل المخيم بخطة سياسة جديدة مختلفة». وأشار إلى أنه «في الأيام القليلة المقبلة سيتم استضافة أعضاء من الهيئة الوطنية للمخيم عند الحاجز لمراقبة أي تحرك ومعالجته». وأكّد أن «المشكلة الرئيسيّة في المخيمات هي حركة المسلّحين الذين يستغلون الوضع في سورية للهجوم على الحاجز». وشدد على أن «الهدف الأساسي لمنظمة التحرير الفلسطينيّة هو عودة النازحين الفلسطينيين إلى داخل المخيّمات. وكلّما توافرت الاسعافات والمساعدات الغذائيّة والدخول من دون مشاكل قل وجود المسلّحين داخل المخيّم وحدّ من تكاثرهم». وجدّد القول إن «من دون عودة النازحين ستبقى المعاناة مستمرّة». وطلب من الجانب السوري «التعاون لتسهيل الحركة وتوفير الأمن والحماية للمخيمات والحفاظ على خصوصيتها». وقال: «المخيم ليس بقعة جغرافية بل قضية شعب»، مؤكداً أن «اللاجئين الفلسطينيين في سورية هم ضيوف على أرض سورية لحين عودتهم الى ديارهم ولن يتدخلوا في الشأن السوري الداخلي». وكان الآغا اطلع من منظمة ال «اونروا» على حاجاتها الماديّة واستغرب مواقف الدول المانحة بعدم مساعدة النازحين مادياً. وأشار إلى أن «على الجميع أن يتساووا في القضايا الانسانيّة». وأمل ب «تسهيل حركة اللاجئين في المخيمات وتأمين عودة آمنة للذين نزحوا من مخيماتهم بحثاً عن ملاذ آمن لهم نتيجة الصراع الدائر»، مؤكّداً أن «حوالى 55 ألف لاجئ فلسطيني نزحوا من سورية إلى لبنان وحوالى 10 آلاف نازح في مصر». وشدد الآغا إثر لقائه المقداد على «ضرورة أن يتم اطلاق سراح المعتقلين من اللاجئين الفلسطينيين».