استمر توافد اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في سورية إلى لبنان بعد مواصلة قصف القوات السورية لمخيم اليرموك، وتجاوز عددهم حتى مساء أول من أمس 3 آلاف فلسطيني، في وقت سجلت شكاوى متكررة من جانب النازحين من غياب الإغاثة وعدم توافر الماء والمساعدات الاجتماعية والغذائية. وارتفع عدد الفلسطينيين النازحين إلى البقاع إلى نحو 1400 عائلة، موزعة بين أقضية بعلبك وزحلة والبقاع الغربي وراشيا، وأشار عضو اللجنة المركزية ل «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» عبدالله كامل إلى «استنفاد كل الأماكن لإيوائهم». وأعرب النازحون عن استيائهم من تقاعس وكالة «أونروا» عن تقديم الدعم لهم، إذ لم تقدم سوى غالونات الفارغة والمخصصة لتعبئة المازوت، وطالبوا بتزويدهم بالمازوت للتدفئة. وفي الشمال، توزعت نحو مئة عائلة فلسطينية نازحة على مخيمي البارد والبداوي خلال الأيام الأربعة الماضية، وجرى إيواؤها لدى أقاربها في المخيمين. كما نزحت نحو مئة عائلة إلى مخيم عين الحلوة في صيدا- جنوب لبنان. وشكلت حركة نزوح الفلسطينيين من سورية محور محادثات سياسية وحزبية، إذ وجهت المديرية العامة للأمن العام اللبناني تعميماً أمس إلى «جميع الرعايا الفلسطينيين اللاجئين في سورية الذين وفدوا إلى لبنان، وتخطت فترة إقامتهم المدة القانونية الممنوحة لهم، بأن المهل المتعلقة بتسوية أوضاعهم مددت حتى 19 الشهر المقبل ضمناً، بسبب الأوضاع في سورية. وزار وفد من «قوى 14 آذار» السفير الفلسطيني لدى لبنان أشرف دبور، فيما أجرى رئيس كتلة «المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة اتصالاً بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، استعرضا خلاله الأوضاع الراهنة في المنطقة وما يتصل بالقضية الفلسطينية. وأفاد المكتب الإعلامي للسنيورة انه استنكر تصعيد إسرائيل وعمليات الاستيطان بغية تهويد الأرض وتيئيس الفلسطينيين. كما أسف «لما يتعرض له الإخوة من الشعب الفلسطيني من اعتداءات في سورية وآخرها ما يجري في مخيم اليرموك كأن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من مآس في الأراضي المحتلة على أيدي الاحتلال الإسرائيلي لا يكفيهم حتى تأتي الاعتداءات من طرف جيش النظام السوري وشبيحته». ونقل للرئيس الفلسطيني «الموقف التضامني لتيار المستقبل ولكتلة المستقبل مع الشعب الفلسطيني». أما السفير دبور فأكد بعد استقباله وفد 14 آذار برئاسة منسق الأمانة العامة فارس سعيد وفي حضور أمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة «فتح» في لبنان فتحي أبو العردات، أن «الفلسطينيين في لبنان ضيوف موقتون إلى حين عودتهم إلى أرضهم التي هجروا منها»، مشدداً على «ضرورة إيجاد حلول للمشاكل الإنسانية والعمل على إعطائهم الحق الإنساني بالعيش الكريم». وشرح «المكاسب التي حصل عليها الشعب الفلسطيني جراء العضوية في الأممالمتحدة». وثمن سعيد، من جهته، الإنجاز الفلسطيني في الأممالمتحدة، معرباً عن «استعداد قوى 14 آذار المساعدة في مواجهة مشكلة النازحين الفلسطينيين». وكشف دبور في حديث الى موقع «تيار المستقبل» الإلكتروني، أن مساعد الأمين العام ل «الجبهة الشعبية-القيادة العامة» أحمد جبريل، طلال ناجي، ليس موجوداً في لبنان بل في سورية. وقال: «شكلنا لجنة تضم منظمة التحرير وتحالف القوى الفلسطينية و «أونروا» وقوى ومنظمات لمتابعة أمور النازحين من المخيمات الفلسطينية في سورية»، مؤكداً أن ما يتم تداوله من أرقام عن النازحين «غير دقيق، خصوصاً أن أهلنا في مخيم اليرموك بعضهم نزح إلى لبنان لكن الرئيس محمود عباس أمر بفتح المدينة التعليمية في سورية لإيوائهم، وقسم كبير نزح إلى المخيمات الفلسطينية الأكثر أمناً في سورية، وبعضهم فقط نزح إلى لبنان». وأشار إلى أن عباس طلب من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والمجتمع الدولي تمكين اللاجئين الفلسطينيين من دخول الأرض الفلسطينية نتيجة ما تتعرض له المخيمات. إلى ذلك، دعا رئيس لجنة الحوار اللبناني- الفلسطيني خلدون الشريف خلال اجتماع مع ممثلي الفصائل الفلسطينية في السراي الكبيرة إلى «تنسيق العمل لمواجهة المشاكل التي يطرحها نزوح اللاجئين الفلسطينيين الوافدين من سورية لتوفير الحاجات الطارئة لوجودهم الموقت»، معلناً أن وكالة «أونروا» ستبحث دعم الجهود الآيلة إلى إغاثة اللاجئين النازحين. وأوضح أن «حكومة لبنان قامت بواجباتها كاملة ضمن الإمكانات المتاحة ولكن مسؤولية هذا النزوح تقع على عاتق المجتمع الدولي ولبنان أعجز من تولي هذه المهمات». وأجمع ممثلو الفصائل في المقابل على «ضرورة التعامل مع اللاجئين الفلسطينيين على قدم المساواة وتطبيق المعايير نفسها التي تطبق على اللاجئين السوريين، مع الأخذ في الاعتبار أن أونروا مسؤولة عن التقديمات الضرورية لاستيعابهم موقتاً إلى حين عودتهم إلى سورية». وأكدوا أن «منظمة التحرير اتخذت قراراً بتقديم مساعدات أولية إلى النازحين الفلسطينيين بتوجيه من الرئيس محمود عباس على رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة». واتفق المجتمعون على فتح «خط ساخن» بين اللجنة والسفارة ومنظمة التحرير وكل الفصائل من أجل مواكبة التفاصيل المرتبطة بالأوضاع الحالية والسعي إلى حلحلة الإشكاليات بما يضمن استقرار لبنان وسلامة النازحين. كما زار وفد من الفصائل الفلسطينية في الشمال النائب السابق مصطفى علوش، وتم عرض لأوضاع المخيمات وتعزيز سبل التعاون والعلاقات بينهما، وطالب الوفد «بضرورة إيلاء قضية النازحين السوريين والفلسطينيين الوافدين حديثاً من مخيم اليرموك في سورية إلى مخيمي البارد والبداوي في الشمال الاهتمام الرسمي».