حقق الجيش السوري الحر، أمس، تقدماً واضحاً على الأرض داخل مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوبدمشق، لكن الجيش النظامي يحضِّر هجوماً مضاداً واسع النطاق، ما دفع بالسكان إلى نزوح كثيف. ويحاول مسلحو المعارضة السيطرة على مخيم اليرموك، وقال أحد سكان المخيم إن «مئات من عناصر الجيش السوري الحر موجودون داخله». وأشار إلى دعوات وُجِّهت من مساجد المخيم الواقع في جنوبدمشق عبر مكبرات الصوت إلى السكان ليغادروا المكان، وأضاف الشاهد أن الجيش النظامي أمهل السكان لأخذ أغراضهم والرحيل، إلا أنه قال إنه لم يلحظ وجوداً للجيش السوري في محيط المخيم. ويبلغ عدد سكان المخيم 150 ألفاً غالبيتهم العظمى من الفلسطينيين، لكن بينهم سوريين أيضاً، ونزح قسم كبير منهم خلال اليومين الماضيين بسبب الاشتباكات التي وقعت داخل المخيم بين مقاتلين معارضين للنظام السوري وفلسطينيين موالين للنظام. كما تعرض المخيم الأحد لغارات جوية من طيران حربي تابع لجيش النظام، ما تسبب في مقتل ثمانية أشخاص. وكانت أعداد من سكان المخيم نزحت منه مع بدء المعارك في محيطه قبل أشهر، إما إلى أحياء أخرى في دمشق وإما إلى خارج سوريا. وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن مسلحي المعارضة يحاولون السيطرة على المخيم وطرد المقاتلين الفلسطينيين المؤيدين لنظام الرئيس السوري منه. وشهد معبر المصنع الحدودي مع سوريا في شرق لبنان، أمس، عبوراً كثيفاً لفلسطينيين نازحين من مخيم اليرموك هرباً من العنف. وسينضم هؤلاء إلى حوالي ألفي فلسطيني آخرين دخلوا لبنان خلال الأيام الثلاثة الماضية، بحسب تقديرات وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» والأمن العام اللبناني. وأشارت «أونروا»، في بيانٍ لها، إلى نزوح 50% من سكان اليرموك، مبيِّنةً أن كثيرين يلجأون إلى مراكزها. ميدانياً، انسحبت القوات النظامية السورية من عدد من المراكز والحواجز في ريف حماة الشمالي، أمس، وذلك بعد اشتباكات عنيفة مع مجموعات مقاتلة معارضة بدأت قبل 48 ساعة، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. دبلوماسياً، بحث الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، أمس، في القاهرة مع المبعوث العربي والدولي لسوريا الأخضر الإبراهيمي، مستجدات الوضع في سوريا.