بدأت أمس في مقر المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) بالرباط أعمال الدورة ال19 للمجلس التنفيذي لاتحاد جامعات العالم الإسلامي التابع ل«إيسيسكو». ورأس أعمال الدورة رئيس المجلس التنفيذي لاتحاد جامعات العالم الإسلامي، رئيس الدورة السادسة للمؤتمر العام للاتحاد، مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور سليمان بن عبدالله آبا الخيل، والأمين العام للاتحاد المدير العام ل«إيسيسكو» الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري، وحضرها أعضاء المجلس التنفيذي للاتحاد، وممثلو السعودية والأردن وفلسطين والسودان وقطر والعراق واليمن وباكستان وماليزيا. وقال آبا الخيل خلال حفلة الافتتاح إن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تقوم بجهود جبارة وأعمال عظيمة لجمع كلمة المسلمين ورأب الصدع وإثراء العلاقات الدولية على أسس السلم والأمن. وأضاف أن خادم الحرمين رجل الإسلام والسلام وصاحب العقل الكبير ويقدم الغالي والنفيس، ويدعو إلى كل ما يحقق مبادئ الوسطية والاعتدال، يعاضده في ذلك ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين الأمير مقرن بن عبدالعزيز، الذين يعملون على الابتعاد عن كل أشكال الحقد والتناحر والدمار في العالم. وأشار الدكتور أبا الخيل إلى أن الأمة الإسلامية تمر بمرحلة حرجة وحساسة ودقيقة ارتفعت فيها حدة النزاعات الفكرية المنحرفة، وكثر فيها دعاة الفتنة، مما يتطلب من العقلاء والحكماء تصحيح الوضع بناء على مبادئ ديننا الحنيف وأسسه المنطلقة من كتاب الله وسنة رسوله الكريم. وأبرز الدور المنوط بالجامعات الإسلامية ومعاهد البحث للتعريف بقيم الإسلام وسلوكياته وأخلاقه لدى الشباب بصفة خاصة، موضحاً أن ما يقوم به اتحاد الجامعات الإسلامية ومجلسه التنفيذي لتنمية الروح الوطنية والاضطلاع بالبناء الصادق وتنسيق التعاون بين أعضائه. من جهته، أكد التويجري أن الدورة ال19 للمجلس التنفيذي لاتحاد جامعات العالم الإسلامي تعقد في ظل ظروف خطرة يعيشها العالم الإسلامي، إذ تنامت ظاهرة الإرهاب والانحراف عن الصراط المستقيم، ونشبت الصراعات والنزاعات الدامية التي مزقت الأوطان، وشردت السكان، ودمرت العمران. ودعا الجامعات في دول العالم الإسلامي التي وصفها بأنها محاضن العلم والمعرفة، إلى العمل الدؤوب لمواجهة هذه الانحرافات والتحديات، ومواصلة العمل على تعزيز التخطيط العملي للتغلب على التحديات التي تواجه التعليم العالي والبحث العلمي في الجامعات الأعضاء. وشدد على ضرورة تفعيل هذه المؤسسات المهمة والجديدة والعمل على الرفع من كفاءة أداء الجامعات الأعضاء، وتحقيق جودة التعليم العالي ومواصلة التطوير المستمر لها، من خلال اعتماد معايير متطورة يراعى فيها المؤشرات التي يتضمنها التصنيف الدولي للجامعات، مع الاحتكام إلى المعايير الإسلامية للجودة التي نعتمدها. وأوضح المدير العام ل«إيسيسكو» أن الاهتمام بتعميق رسالة الاتحاد يدفع إلى السعي لتمكين المرأة في التعليم الجامعي، ورفع كفاءتها علمياً وبحثياً وتدريبياً، كماً ونوعاً، فضلاً عن تشجيع ولوج المرأة لحقول علمية جديدة، منها تخصصات علوم المستقبل، لتمكينها من الإسهام في بناء الأوطان وتنميتها، وتلبية متطلبات سوق العمل الحالية والمستقبلية. وأشار إلى أن الأمانة العامة للاتحاد حرصت على أن يتم تخصيص جائزة اتحاد جامعات العالم الإسلامي لعام 2014، للمرأة، تحت عنوان: «التميز في تعليم المرأة في الجامعات»، لاقتناعنا أن الاهتمام بالمرأة في الجامعة مرتبط بالحاجات الآنية والمتطلبات التنموية والحضارية للعالم الإسلامي. وأعلن أن الإنجازات التي يحققها الاتحاد لا تتوقف، إذ يتم باستمرار تطوير العمل وتوسيع مجالاته، مشيراً إلى أن الوثائق التي سيدرسها المجلس التنفيذي في دورته الحالية، تشكل إضافة مهمة لعمل الاتحاد. وقال: «إننا نتطلع إلى المزيد من التعاون البناء مع الجامعات الأعضاء، بما يستجيب لمتطلبات العمل الإسلامي المشترك وتحقيق التنمية المستدامة في مجتمعاتنا الإسلامية».