حذر طبيب من الاعتماد على المعلومات الطبية التي يتم تداولها عبر شبكات التواصل الاجتماعي، لمواجهة فايروس «كورونا»، منتقداً «الاستخفاف» بالتحذيرات التي تطلقها وزارة الصحة، حول خطورة المرض، الذي أصاب إلى الآن 32 شخصاً، قضى على 17 منهم. وأغلبهم في محافظة الأحساء. وكشف مسؤول اللجنة الصحية في جمعية سيهات للخدمات الاجتماعية الدكتور نايف الدبيس، عن اتخاذ تدابير لمنع وصول المرض إلى نزلاء دار الإيواء التابعة للجمعية، بهدف «حماية النزيل». ولم يستبعد «منع أهل النزيل من الزيارة، لو تطلب الأمر ذلك». وعقدت اللجنة الصحية، اجتماعاً «طارئا» للكوادر الصحية العاملة في عياداتها الخارجية والمجمع الصحي، للعمل بالاحترازات الضرورية للوقاية من فايروس «كورونا». وأوضح الدبيس، أن «الجمعية لا تسعى إلى عزل النزلاء. وإنما إبعاد كل من يشتبه بقابلية نقله للعدوى إلى دار الإيواء»، مشدداً على ضرورة «الاهتمام في نظافة ومأكل وصحة النزيل». وقال: «إن بيئة أقسام الإيواء لا بد أن تكون محمية من أي مسببات، قد تنقل المرض إلى محيطها». وأقر الدبيس، بأن الرؤية حول الفايروس «لا تزال غير واضحة حتى الآن، مثل الفئات العمرية المعرضة للإصابة، أو طرق الانتقال، أو النمط المرضي بعد الإصابة»، لافتاً إلى أن «أي ملاحظات متوافرة هي عما تم رصده، وليس حصراً»، مشيراً إلى جهود وزارة الصحة، للسيطرة على المرض، والتخلص منه، باستقطاب خبراء منظمة الصحة العالمية، إلى جانب الطاقات الوطنية، من أطباء ومختصين. واعتبر أن «من السذاجة التعامل مع الأمر على أنه إشاعة، فهناك من توفي جراء الإصابة بالمرض»، منوهاً إلى أن «السلبية التي يظهرها البعض تجاه تجاوب الوزارة سيزيد السوء سوءًا، لأن ذلك سيعجل بالكارثة، ويشيع جواً من الهلع، بترويج معلومات مغلوطة». وأوضح أن «كورونا» يُعد في هذه المرحلة «في طور الدراسة، لحين اكتشاف سلوكه، وتفاصيله بدقة، وإيجاد اللقاح المناسب لصده»، مشيراً إلى أن أي معلومات تتداولها الصحف حول الفئة العمرية المستهدفة، أو الأعراض، أو أي أمر آخر هي «معلومات غير ناضجة. ولا بد من انتظار ما تبت به وزارة الصحة، لتأكيده». وذكر الدبيس، أن «الاحترازات الموصى بها لا تتعدى الإجراءات الوقائية الخاصة بأي مرض معدٍ، من الحفاظ على النظافة، والتعقيم المستمر للأسطح والأشياء المادية، والمحافظة على نظافة اليد والوجه، في حال المصافحة والتقبيل، لمنع انتقال العدوى». وقال: «إن فايروس «كورونا» يُعرف منذ البداية، ولا يمكن أن تكون مصاباً بفايروس الزكام المعتاد، ثم يتغير الفايروس بداخل جسمك «، مشدداً على أنه «إذا كانت الأعراض عادية؛ فلا بد من الاحتراز، بالابتعاد عن التجمعات، ولزوم المنزل لحين زوالها. لكن إن كانت الأعراض سريعة ومتلاحقة؛ وأبرزها الإحساس بضيق التنفس، فهي تستدعي التوجه للطبيب بصورة عاجلة». وأضاف أن «على المريض في حال الاشتباه؛ التوجه إلى المستشفى، لعمل الفحوصات المخبرية اللازمة». وذكر أنه «في ظل هذه الظروف؛ لا بد من منع العدوى، بالحفاظ على النمط الصحي للحياة. ولست ضد العلاجات المتداولة في مواقع التواصل الاجتماعي، مثل تناول خضروات معينة، في أشياء مفيدة، تقوي مناعة الجسم. ولكنها ليست علاجات محددة، أو كافية للقضاء على «كورونا»، مؤكداً على «التأني عند نشر أي أخبار، وبخاصة السيء منها، المتعلقة في الوفيات جراء المرض. لأنها تسبب الهلع والذعر بين الناس. فتقديم معلومات غير موثقة سيكون اجتهاداً ليس في محله».