ظلت إدارة الهلال هذا الموسم تحديداً، تتعامل مع ردود فعل الجماهير الغاضبة من تخبطاتها بالمسكنات ذات المفعول القوي، وكسبت الجولة في صفقة ياسر الشهراني، إذ أجادت توقيت إعلانها، فأحكمت بذلك إغلاق المنافذ أمام رياح غضب أوشكت أن تقتلع الأبواب من خلفها. لكن الصواب جانبها والحظ خانها في تسريب خبر تدريب سامي الجابر للفريق الهلالي في الموسم المقبل، فقد تجلى دهاء الإدارة في سوء التوقيت بعد خسارة الفريق من لخويا القطري في دوري أبطال آسيا، لتنشغل الجماهير بأحقية سامي من عدمها بتدريب الهلال، وقد حققت هدفاً لا يصد ولا يرد في مرمى الجماهير، عندما نسي الجميع الخسارة، ولم يعد لهم من حديث سوى تدريب سامي، وهذا فشل إداري ذريع، حتى لو أصدر المركز الإعلامي بياناً توضيحياً حول ما يتداول إعلامياً، ويخص النادي وتعاقداته أو صحة ما نشرته الصحف من أخبار تفيد أن الرئيس اجتمع بزلاتكو، ليقول له: «لا تصدق ما يقال»، فالمؤكد أن الخبرة خانت الإدارة، والرئيس تحديداً، وهو يضع سره في من لا يهمه سوى مصلحته الشخصية، وعلو كعبه في حصريات لا يمكن أن تكون إلا للخاصة من الجلساء والمقربين. فقد كان من البديهي لدى أية إدارة تبقت لها أهم مباراة في الموسم، حتى لو كانت حديثة عهد بالعمل، أن تجدد الثقة بمدرب الفريق، وتدعمه وتحفزه، وتبقي أمل عقده قائماً، مرهوناً بنتيجة المباراة، وهو ما سيكون له مفعول السحر على عمله، كما سيجعله في أوج تفاعله وحماسته، لكنها للأسف، طعنته في الظهر، ورمت بمصلحة الهلال الكيان عرض الحائط، وهي تقرر اللعب بالورقة الأخيرة، لحرق النجم الجماهيري سامي الجابر الذي لا يجمع أعضاء الشرف على قبوله مدرباً، وذلك لنقص خبرته التدريبية كما يدعون أو أشياء أخرى لا تعلمها الجماهير. فبمجرد تسريب الخبر، سربت معه أخبار توحي بقتامة مستقبل الهلال، ذلك أن الإدارة تعلم أن اختيار سامي سيقود في قادم الأيام إلى انقسامات بين أعضاء الشرف أولاً، وبعض اللاعبين ثانياً، ممن لا يرتاحون لطريقة سامي في العمل، القائم على الانضباطية التامة والحزم أو هو تطبيق الاحتراف الذي ما زال لا يعجب البعض من اللاعبين، وينفرون منه. أثق أن سامي الجابر على قدر التحدي، ولكن سوء التوقيت وانقسام الهلاليين هو التحدي الأكبر الذي قد يقف عائقاً في وجه طموح سامي. [email protected] Qmonirah@