حض العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني خلال افتتاحه منتدى دافوس الاقتصادي العالمي في البحر الميت أمس، المجتمع الدولي على العمل معاً لمعالجة الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، وعلى «إيجاد حل سياسي عاجل لوقف الانقسام الخطير في سورية»، في وقت قال الرئيس محمود عباس إن الفرصة «لا زالت ممكنة لصنع السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين»، معتبراً أن جهود وزير الخارجية الأميركي جون كيري «تبعث الأمل في النفوس». ويشارك في المنتدى الذي افتتح أعماله في الشونة على شاطئ البحر الميت غرب الأردن تحت عنوان «تحسين ظروف النمو والمرونة»، نحو 900 شخصية تمثل نحو 50 دولة، ستناقش على مدى يومين «أهم التحديات التي تواجه المنطقة، كالبطالة والفقر والشفافية وتفاوت الدخل وتطورات القطاع الخاص والبنية التحتية». ومن المقرر أن يشارك عباس وكيري والرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز في جلسة مشتركة اليوم لتسليط الضوء على فرص السلام في الشرق الأوسط، كما من المقرر أن يعقد المسؤولون الثلاثة اجتماعاً على هامش المنتدى للبحث في أفق استئناف المفاوضات. وفي الكلمة الافتتاحية أمام المنتدى، دعا العاهل الأردني إلى «العمل معاً لمعالجة الأزمة الأساسية في منطقتنا وهي الصراع الفلسطيني - ألإسرائيلي». وأضاف: «يجب علينا الآن مساعدة الطرفين على المضي في المسار الصحيح، ويجب أن يتوقف بناء المستوطنات، وكذلك التهديدات التي تتعرض لها المدينة المقدسة ومواقعها الدينية، ويجب أن تستأنف المفاوضات بنية حسنة، ويمكننا بل ويجب علينا إبقاء هذه المسألة على رأس الأجندة الدولية». وحذر من أن التطرف «يتغذى» على الصراع الممتد بين إسرائيل والفلسطينيين. وأضاف: «محادثات حسن النيات ينبغي أن تستمر»، مشيراً إلى مبادرة عربية تعرض الاعتراف بإسرائيل في مقابل منح الأرض إلى الفلسطينيين بناء على حدود 1967. وفي الموضوع السوري، قال الملك: «لا بد من حل سياسي عاجل في سورية لوقف الانقسام الخطير في هذا البلد»، مضيفاً أن «المطلب الأكثر إلحاحاً يتمثل في وضع حد فوري للعنف لكي يتمكن كل الشعب السوري من المساهمة في إعادة إعمار بلده». وأكد: «بالنسبة إلى البلدان المضيفة للنازحين والمستضعفين من السوريين، سواء داخل بلدهم أو خارجه مثل الأردن ولبنان، فإن زيادة المساعدات الإنسانية من المجتمع الدولي أمر حيوي». وأضاف أن نسبة اللاجئين السوريين من عدد سكان المملكة وصلت أخيراً إلى 10 في المئة، وتوقع أن يتضاعف هذا العدد بحلول نهاية العام»، داعياً المجتمع الدولي «إلى تحمل مسؤولياته في هذا المجال»، علماً أن عدد اللاجئين السوريين في الأردن بلغ نحو 550 ألفاً، وفق آخر إحصاءات رسمية محلية. ووصف الربيع العربي بأنه «نداء لاحترام كرامة الإنسان، وصوت القرن الذي نعيش فيه»، مشدداً على أن التغيير السلمي «أفضل من اليأس، أو العنف» لتحقيق الإصلاح والديموقراطية في منطقة قال إنها «عاشت اضطرابات إقليمية وتراجعاً في معدلات النمو». عباس وقال عباس في كلمة له أمام المنتدى إن على إسرائيل «إنهاء احتلالها وإطلاق الأسرى ووقف الاستيطان وتفكيك جدار الفصل العنصري»، مشيراً إلى أن هذا «ما يصنع السلام ويضمن الأمن لكم ولنا». وأوضح أن الفرصة «لا زالت ممكنة لصنع هذا السلام»، لكن ذلك «يحتاج إلى جعله حقيقة على الأرض لتنعم الأجيال الحاضرة والمستقبلية بثماره وتعيش في ظلاله». وأشاد بجهود كيري «من أجل استئناف عملية السلام»، ووصفها بأنها «تبعث الأمل في النفوس». وتابع: «الفلسطينيون والمنطقة بأسرها بل والعالم ينتظرون أن تثمر هذه المساعي الوصول إلى حل ينهي احتلال إسرائيل للأراضي التي احتلتها عام 1967، ويضمن للشعب الفلسطيني حقه المشروع في دولته المستقلة ذات السيادة على أرضه وعاصمتها القدس الشريف». وكان كيري حض أول من أمس الزعماء الإسرائيليين والفلسطينيين على اتخاذ «قرارات صعبة» إذا أرادوا إحياء مفاوضات السلام وإنهاء الصراع الذي بدأ منذ عشرات السنين، وذلك في ختام رابع زيارة يقوم بها لإسرائيل والأراضي الفلسطينية منذ توليه مهماته. وقال كيري الذي التقى في اليومين الماضيين أبرز القادة الإسرائيليين والفلسطينيين: «نقترب من الوقت الذي سيتعين فيه اتخاذ قرارات صعبة». ماكين مع تسليح المعارضة وحذر السيناتور الجمهوري جون ماكين من تعرض الأردن إلى خطر محتمل نتيجة استمرار الحرب الأهلية لدى جارته الشمالية سورية، داعياً إلى إقامة مناطق عازلة، وتسليح قوات المعارضة، ونشر بطاريات «باتريوت» داخل دول الجوار، في حال فشل الحل السلمي. وقال خلال مؤتمر صحافي عقده على هامش مشاركته بالمنتدى الاقتصادي العالمي: «يجب التوجه إلى إقامة مناطق حظر طيران، ومناطق عازلة، ونشر بطاريات باتريوت داخل دول الجوار، إذا ما فشل مؤتمر جنيف 2». وأضاف: «ثمة إجماع لدى أوساط القرار الأميركية على عدم إرسال جنود على الأرض، والشعب الأميركي غير داعم لهذه الفكرة على الإطلاق». وتحدث عن إمكان اللجوء إلى صواريخ «كروز» لإسقاط النظام السوري، إضافة إلى أساليب عسكرية على غرار التجربة الليبية، وقال: «الطاقة هي العنصر الحاسم في الأزمة السورية ... لقد برهنت إسرائيل خلال الفترة الماضية أنه بالإمكان تدمير أهداف أو منشآت عسكرية داخل سورية من دون وقوع احتكاك على الأرض». وزاد: «لا بد من تدريب قوات المعارضة وتسليحها، والتأكد أن الأسلحة تذهب إلى مجموعات مناسبة»، قائلاً: «كل يوم يتسلل جهاديون متطرفون إلى سورية يقدر عددهم بالآلاف». واتهم إيران بالتدخل في سورية، وقال: «لقد اعترفت بتسليحها النظام وإرسالها جنودها إلى هناك». وأضاف: «قناعتي أنها تفعل أكثر من ذلك، وبقاء هذا التدخل سيمكن الرئيس السوري من المكوث في السلطة، وسيبقى مسلسل العنف وإراقة الدماء مستمراً، وهو ما يعرض أمن دول مجاورة مثل الأردن إلى الخطر». كما دعا ماكين جميع الأطراف إلى دعم مؤتمر «جنيف 2»، لكنه أبدى تشاؤماً من مخرجاته، وقال: «إذا لم يخسر (الرئيس بشار) الأسد على الأرض، لن تكون لديه قناعة للتنحي». وأضاف: «يجب أن يكون للمؤتمر بعض الأسنان، وأن يعلم الرئيس السوري بأن العواقب ستكون وخيمة إذا ما فشل في الاتفاق على مرحلة انتقالية».