طالبت دولة الامارات بتسليمها نائب رئيس الوزراء الشيشاني آدم ديليمخانوف المتهم بالتورط في اغتيال المسؤول الشيشاني السابق سليم امادييف في 30 آذار (مارس) الماضي في دبي. وفي مؤتمر صحافي عقده امس وجه قائد عام شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان تميم تهمة «التخطيط» لاغتيال امادييف الى ديليمخانوف الذي وصفه بأنه «الرجل المدبر لعملية الاغتيال»، وكشف أن الشرطة تمكنت من القاء القبض على شخصين ضالعين في التخطيط والمشاركة في الاغتيال، مؤكدا: «سنلاحق باقي المتورطين بمساعدة الانتربول». وقالت مصادر مطلعة أن احد الشخصين المعتقلين يحمل الجنسية الطاجيكستانية والثاني الايرانية، لكنها نفت نقلا عن شرطة دبي ان تكون السلطات الايرانية ضالعة في العملية. وأكد الفريق تميم أن عملية الاغتيال «شيشانية مئة في المئة»، واضاف: «تشير خيوط القضية الى أن نائب رئيس الحكومة الشيشانية هو الرجل المدبر لعملية الاغتيال». وزاد: لقد أصبح واضحا لنا تماما أن جريمة الاغتيال هذه صناعة شيشانية تدخل في اطار عميات تصفية حسابات قذرة، وحلقة من حلقات الصراع في الشيشان التي تصدر خلافاتها الى الخارج، وهي عملية رخيصة بكل ما تعنيه الكلمة». وفيما لم تعلق السفارة الروسية في ابوظبي على طلب الامارات تسليمها ديليمخانوف، لفتت مصادر روسية الى أن الأخير ترك منصبه في الحكومة الشيشانية وهو حاليا عضو في البرلمان الروسي. وكان امادييف قبل اغتياله في دبي يتحدى الرئيس الشيشاني رمضان قادروف للسيطرة على قوات الامن الشيشانية حتى العام الماضي عندما أقيل من قيادة كتيبة خاصة واضطر الى الهرب. وقالت شرطة دبي يوم اغتياله «إن شيشانيا يبلغ من العمر 36 عاما قتل بالرصاص. وإن الرجل توفى على الفور». ونقلت مصادر روسية عن عيسى شقيق امادييف قوله إن مسلحين مجهولين هاجموا شقيقه في مرآب تحت الارض في المنزل الذي يعيش فيه بدبي. وقاتل امادييف ضد روسيا في حرب الشيشان الاولى بين عامي 1994 و 1996 عندما منيت موسكو بهزيمة كبيرة واضطرت الى الانسحاب من الاقليم الانفصالي. وعلى غرار عدد من أبرز المتمردين الشيشان، وبينهم قادروف، انضم امادييف الى الجانب الروسي بعدما أرسل الرئيس الروسي السابق فلاديمير بوتين قواته عام 1999 لاستعادة السيطرة على الاقليم ذي الغالبية المسلمة. وأصبح امادييف قائدا لكتيبة فوستوك وهي وحدة تضم متمردين سابقين صقلتهم المعارك ولعبت دورا مهماً في احتواء المقاومة الانفصالية واسعة النطاق في الشيشان. وحصل عام 2005 على لقب «بطل روسيا»، أرفع وسام في البلاد.