استنفرت الأجهزة الأمنية في محافظة جدة أمس، للبحث عن «معتل» عقب طرده من مستشفى الصحة النفسية في المحافظة. وحذر والد المريض من خطورة إطلاق سراح ابنه، كونه يعاني من مرض «الفصام»، محملاً المستشفى المسؤولية الكاملة. وكان مستشفى الصحة النفسية في جدة تسلم المريض من الشرطة في وقت سابق ومن ثم أطلق سراحه من دون إبلاغ ذويه. وأوضح المواطن عويد هلال ل «الحياة» أن ابنه عيد (27 سنة)، الذي يعاني من حال نفسية منذ أكثر من عام ونصف العام، أطلقه المستشفى من دون إبلاغ أسرته، وسبق أن تهجم على والدته وإخوته وضربهم مرات عدة، ولم يسلم والده من تهديده. وقال: «فوجئت الثلثاء الماضي، وأنا في مكةالمكرمة لقضاء بعض الأعمال، باتصال من شرطة جدة، يفيد بأن ابني موقوف لديهم، مشددين على ضرورة حضوري إلى جدة، إلا أني فوجئت بتسليمه إلى مستشفى الأمراض النفسية بموجب خطاب رسمي قبل وصولي». وأضاف أن المستشفى اكتفى بإعطاء «ابنه» العلاج، وطلبوا منه اصطحابه إلى المنزل، لكنه رفض خوفاً من أن يقوم بمضايقة أي شخص أو إيذائه، سواء بالضرب أم حتى «القتل»، مبيناً أن المستشفى تحجج بعدم قبول ابنه لعدم وجود سرير. وأكد أنه عندما حاول مغادرة مستشفى الصحة النفسية، بعد أن رفض تسلم ابنه، احتجزه المستشفى ومنعه من الخروج، وقال إن حارس الأمن أقفل بوابة المستشفى ومنعه من الخروج إلا بعد أن يتسلم ابنه، فأبلغوا الشرطة التي حضرت وأخرجته من المستشفى. ويضيف : «كان هذا ظهر يوم الثلثاء، إذ توجهت بعد خروجي من المستشفى إلى إمارة منطقة مكةالمكرمة لتقديم شكوى ضد المستشفى، ولكنني فوجئت بأن المستشفى تقدم ببلاغ ضدي عقب عودتي إليهم في العصر لرؤية ابني، حينها أبلغوني بأنهم أطلقوا سراحه، وتركوه يخرج من المستشفى وحيداً، على رغم علمهم بمرضه، وأنه شخص يعاني من «الفصام» وقد يؤذي نفسه أو يؤذي الآخرين، ما دعاني إلى الذهاب للشرطة وتقديم بلاغ ضد المستشفى والبحث عن ابني الذي لم أجده حتى الآن، وأيضاً لإخلاء مسؤوليتي من أي جريمة يرتكبها ابني على خلفية حاله النفسية». من جهة أخرى، خاطبت «الحياة» مدير مستشفى الصحة النفسية الدكتور سهيل خان، الذي أكد أنه في إجازة ولا علم له بالموضوع، لكنه أكد أن مريض «الفصام» قد يكون مؤذياً لنفسه أكثر من أذيته للآخرين، مبيناً أن نسبة ارتكابه لجريمة قتل لا تتعدى الواحد في المئة فقط. وخاطبت «الحياة» مدير مستشفى الصحة النفسية المكلف الدكتور إبراهيم العلوي الذي رفض الإدلاء بأي تفاصيل حول الموضوع، معللاً رفضه بسرية المعلومات الخاصة بالمريض، ولا يمكن إطلاع أي شخص عليها.