أوضح النائب في البرلمان التركي عن حزب العدالة والتنمية البروفيسور الدكتور أمرالله إيشلر، أن السعودية تتبوأ مكانة خاصة ضمن السياسة الخارجية الجديدة لتركيا، إذ شهدت العلاقات بين البلدين تطوراً ملحوظاً مع تولي حزب العدالة والتنمية سدة الحكم في البلاد. وأضاف إيشلر في تقرير نشره الموقع الرسمي لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون التركية أمس (الخميس): «نستطيع القول إن العلاقات الثنائية بين البلدين وصلت إلى مستوى جيد للغاية، وإنها ما فتئت تسجل صعوداً مستمراً في الأصعدة كافة». وقال: «أصبحت تركيا تبدي اهتماماً كبيراً بالتطورات في العالم كافة وتتابع قضاياه عن كثب وذلك بفضل آفاق سياستها الخارجية المتسعة خلال العقد الأخير من القرن الجاري، إذ نرى اليوم أن تركيا تسعى إلى تطوير علاقاتها مع كل دول المنطقة وترسم ذلك ضمن أولويات سياستها الخارجية الجديدة». وأكد أن العلاقات الثنائية بين البلدين «وصلت إلى أعلى المستويات في المجالات كافة، بخاصة منها الاقتصادية والسياسية والثقافية، ما نلمسه في شكل جلي في الزيارات المتبادلة والاتفاقات الجديدة، كما أن النجاحات التي حققتها تركيا في الأعوام الأخيرة نالت إعجاب وتقدير السعودية، ما أدى إلى زيادة تقارب المسؤولين في جميع المستويات إلى بعضهم البعض». زيارة ولي العهد إلى تركيا وحول زيارة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز، إلى تركيا قال النائب إيشلر في تقريره: «لا شك في أن الزيارات المتبادلة بين الدول تلعب دوراً رئيساً في تطوير العلاقات الثنائية، وكانت زيارة الملك عبدالله إلى تركيا في 2006 أول زيارة لملك سعودي إلى بلادنا بعد مرور 40 عاماً، وشهدت العلاقات الثنائية بعد تلك الزيارة تطوراً سريعاً، إذ لم يمض عام واحد على تلك الزيارة حتى قام الملك عبدالله نفسه بزيارة ثانية في 2007». وأشار إيشلر إلى أنه: «في المقابل قام الرئيس التركي بزيارة رسمية إلى المملكة ما بين 3 و6 شباط (فبراير) 2009، ثم زار المملكة مرة أخرى للمشاركة في مراسم افتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في (أيلول) سبتمبر 2009، وتوالت زيارات كثيفة بين البلدين من 2006 إلى 2012، سواء على المستوى الثنائي أم للمشاركة في المؤتمرات والقمم الدولية». وقال: «زيارة ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز أتت في وقت تمر فيه المنطقة بمرحلة حساسة، ما يستدعي ضرورة التشاور بين البلدين حول القضايا ذات الاهتمام المشترك إلى جانب تعزيز العلاقات الثنائية، لذا أولت تركيا أهمية كبيرة لها». مرحلة جديدة من العلاقات شدد النائب التركي في تقريره على أن: «التحديات والتهديدات الجديدة التي برزت في المنطقة منذ 2003 جعلت العلاقات التركية السعودية في مرحلة جديدة»، كما أن «الربيع العربي وانسحاب أميركا من العراق واجتياح الأزمة الاقتصادية العالمية الدول الأوروبية وأميركا أدت بالمملكة إلى مراجعة أولوياتها الاستراتيجية، لذا فإن الظروف والمفاهيم المتغيرة أظهرت ضرورة التعاون الثنائي والتحرك السوي بين تركيا والسعودية». حكومة أوزال ودورها في التقارب قال إيشلر: «العلاقات التركية السعودية شهدت انتعاشاً في المجال الاقتصادي، إضافة إلى سائر المجالات مع وصول طورغوت أوزال إلى الحكم في الثمانينات، فالسياسة الخارجية الجديدة التي انتهجتها حكومة أوزال آنذاك حررت تركيا من الانغلاق على النفس وسياسة التبعية والرضا بكل ما يحدث وجعلتها تنفتح على العالم وتقوم بمبادرات وتتبع سياسات ريادية. وانعكس هذا التطوير على العلاقات التركية السعودية، حيث تبنت تركيا في عهد أوزال موقف التقارب تجاه المملكة لتحقيق النجاح في الاقتصاد التركي القائم على التصدير من جهة وتغطية حاجة البلاد من النفط في شكل آمن من جهة أخرى». وأضاف: «لئن شهدت العلاقات التركية السعودية نوعاً من الجمود بعد وفاة أوزال، إلا أنها اندفعت بقوة في المجالات كافة، وعلى رأسها المجال الاقتصادي مع وصول حزب العدالة والتنمية إلى سدة الحكم. وكان لموضوع الطاقة دور محوري في سير العلاقات الاقتصادية بين البلدين لأن تركيا كانت بلداً مستورداً للطاقة والمملكة العربية السعودية بلد مصدر لها. وتبوأت المملكة المركز الأول خليجياً والمركز السادس عالمياً من حيث مشاريع المقاولات المنجزة من الأتراك. وفي هذا السياق بلغ حجم المشاريع الموكولة إلى الشركات التركية في السعودية 12.1 بليون دولار في النصف الأول من 2012». التعاون العسكري الرفيع بين البلدين أكد النائب إيشلز في تقريره على أن: «العلاقات الثنائية شهدت تطوراً ليس في المجال الاقتصادي فحسب بل في شتى المجالات وعلى رأسها المجالات العسكرية والتدريبية والثقافية، وفي هذا السياق كانت لزيارة الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، إلى تركيا في 2010، ولقائه وزير الدفاع التركي وجدي غونول، والتوقيع على اتفاق التعاون الجديد في إطار الزيارة، أهمية كبيرة للتعبير عن بعد العلاقات الاقتصادية بين البلدين. كما أن مشاركة السعودية في المناورات العسكرية الجوية نسور الأناضول في مدينة غونيا التركية في 2011 أكدت التعاون العسكري رفيع المستوى بين أنقرةوالرياض».