انتقل التوتر الأمني على خلفية معارك القصير في سورية امس، إلى مدينة صيدا (جنوب لبنان)، إذ اعترضت مجموعة من أنصار إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الأسير ومجموعات إسلامية على دفن أحد مقاتلي «حزب الله» من الذين قضوا في معارك القصير، ويدعى صالح أحمد الصباغ (مواليد «الفيلات» - 1995) وينتمي إلى الطائفة السنية، في مقبرة صيدا الجديدة التابعة للأوقاف السنية، بناء على إصرار والده، علماً أن القتيل كان أوصى، وفق مصادر «الحياة»، بأن يدفن في مقبرة صيدا الجعفرية، وانتهى الأمر بتحقيق وصيته. واستبق المعترضون موعد الدفن قبل صلاة الظهر بقطع طريق المقبرة الجديدة في سيروب والتجمهر بكثافة على طول الطريق، وصولاً إلى مكان الدفن، واقاموا صلاة الظهر، وسادت المدينة أجواء من الخوف بعدما سرت إشاعات بأن مقاتلين من «حزب الله» والأسير اتخذوا مواقع قتالية، وسارع الجيش إلى تسيير دوريات مؤللة وراجلة وأقام نقاط تفتيش على مداخل المدينة وساحة النجمة، وصولاً إلى التعمير والفيلات وسيروب ومحيط مسجد بلال بن رباح. وسارعت فاعليات صيدا السياسية والأمنية إلى تكثيف الاتصالات، وتولى محافظ الجنوب نقولا أبو ضاهر الاتصال بكل الأطراف للوصول إلى صيغة تجنب صيدا حماماً من الدم، وهو ما حصل باختيار مقبرة صيدا الجعفرية. وكان جثمان الصباغ نقل من مستشفى الرسول الأعظم في بيروت إلى مجمع السيدة فاطمة الزهراء في صيدا، وسار موكب تشييعه في اتجاه محلة الفواخير صعوداً نحو قلعة صيدا البرية حتى مقبرة صيدا الجعفرية، حيث صلي على جثمانه في حسينية صيدا وووري الثرى. وشارك في التشييع مسؤول الحزب في صيدا الشيخ زيد ضاهر، وعضو المجلس البلدي السابق في مدينة صيدا محمد كوثراني، والشيخ صادق النابلسي وعدد من علماء الدين والعائلة. ولاحقاً سُجل إطلاق نار كثيف في المدينة تبين أن مصدره عناصر الجيش، أطلقوه في الهواء لفض اشتباك بالأيدي والحجارة والعصي بين المجموعة «الإسلامية» العائدة من مقبرة صيدا الجديدة وبين أنصار رئيس «التنظيم الشعبي الناصري» أسامة سعد. وخلال العراك أصيب إمام مسجد الإمام علي الشيخ محمد زهرة بجروح، كما جرح عنصر من «الجماعة الإسلامية» المشارك في التحرك ويدعى حمزة الحمصي. وأكدت «الجماعة الإسلامية» في بيان، أن «ما حصل محاولة اعتداء على عدد من شباب الجماعة، وتم التعامل مع المعتدين، الذين فروا من المنطقة بعد تدخل الجيش اللبناني». ومساء نفذ أنصار الأسير استنفاراً في صفوفهم في مكان تجمعهم المعتاد، تحسباً لأي رد فعل في اتجاههم. وكان الأسير أكد في بيان صادر عن مكتبه ما قام به أنصاره، وحذر «حزب إيران» من خطر نقل المعركة إلى صيدا.