استغل شاعر العامية المصرية أحمد فؤاد نجم حفلة عيد ميلاده ال84 للتذكير بموهبته الغنائية، فشارك فرقة «الأوّلة بلدي» أداء عدد من الأغنيات ذات الطابع السياسي، وهو اللون الذي اشتهر به في سبعينات القرن الماضي، من خلال عمله «النضالي» مع المغني والملحن الراحل الشيخ إمام عيسى. الحفلة نظمها «مركز إعداد القادة في القاهرة» مساء أول من أمس، وحضرها حشد من الفنانين والشعراء والإعلاميين، بينهم المفكر جلال أمين، والناشط السياسي جورج إسحق، ونقيب الصحافيين السابق جلال عارف، والمخرج مجدي أحمد علي، والشاعر زين العابدين فؤاد، والناشر محمد هاشم، وقدّمها الإعلامي حسين عبد الغني. وشاركت في إحياء الحفلة مجموعة من المغنين والشعراء، كما ألقى نجم قصائد عدة. ويبدو أن المطرب أحمد إسماعيل أطرب «الفاجومي» (وهو اللقب الذي يشتهر به نجم)، فاصطف مع جوقة «الأولة بلدي» لينشد معهم بمنتهى الاندماج، مثلما اعتاد أن يفعل في أغنياته التي كان يشاركه في أدائها الشيخ إمام عيسى. بدأت الحفلة بأغاني الشيخ إمام، التي كتب كلماتها أحمد فؤاد نجم، مثل «غيفارا مات»، و «مصر يامّا يا بهية»، و «يا عرب» وغيرها، أعقب ذلك تكريم «الفاجومي» بمنحه درع «مركز القادة». ثم بدأ المشاركون يلقون كلماتهم التي تناولت حياة نجم ودوره المؤثر في صوغ الوعي المصري وتحريك الشارع، خاصة في ما يعرف بانتفاضة 17 و 18 كانون الثاني (يناير) 1977. وبخفة دمه المعهودة، لم يفوّت نجم الفرصة عندما سألته مندوبة من حملة «تمرد» المعارضة عن موقفه من الحملة، فقال: «طبعا تمردت، وأتمنى منكم أن توقعوا على استمارات الحملة، فلو لم نتمرد نحن، من سيفعلها؟ الإخوان؟». ودعا الحضور إلى توقيع استمارات الحملة، التي تخطت حاجز الأربعة ملايين حتى الآن، وقال إنها «انبثقت من الشارع، وهي الممثل الأهم للمواطن المصري البسيط». وقال مدير مركز «إعداد القادة» يحيى حسين: «الاستثنائي في ما يتعلق بنجم هو أنه يجمع خليطاً من الصفات المتفاوتة، فهو اشتراكي جداً، بقدر ما هو صوفي أيضاً، والصفتان تتجليان في قصائده، عدا عن البُعد الإنساني الذي يبرز في أشعاره، فقد تناولت قصائده مواضيع مثل حرب فيتنام، الثورة الإيرانية، الانقلاب على سلفادور ألييندي، حياة ناظم حكمت، ونضال غيفارا»، وحكى الشاعر زين العابدين فؤاد عن أيامهما كمعتقلين سياسيين، وأشار إلى بعض القصائد التي كتباها أثناء اعتقالهما إبان حكم أنور السادات، وأهمها قصيدة «أنا الشعب ماشي عارف طريقه»، التي كتب مطلعها نجم، وقال: «كنا في المعتقل، وطالت فترة اعتقالي، فيما كان نجم يخرج ويعود بسرعة. ولما شكوت له طول اعتقالي قال لي إني لن أخرج إلا بعد أن تدار مصر بالطاقة الذرية!».