اتهمت الحركة المطالبة بالديموقراطية أمس، الشرطة بالإفراط في استخدام القوة بعد مواجهات عنيفة في هونغ كونغ أوقعت 20 جريحاً، فيما حذرت السلطات من أن التظاهرات بلغت نقطة «حرجة». وأقدم عشرات من الشرطيين ارتدوا بزات مكافحة الشغب، على ضرب متظاهرين في حيّ مونغ كوك، أحد ثلاثة مواقع يحتلها المتظاهرون. وأعلنت الحكومة جرح 20 شخصاً في صدامات عنيفة، فيما تحدثت مصادر طبية عن إصابة محتجين بكدمات وجروح في الرأس وكسور، عولج بعضها في المكان والبعض الآخر استدعى نقل الجرحى على حمالات. وأعلنت الشرطة أنها التزمت ضبط النفس وتحرّكت عندما حاول «متظاهرون فجأة اقتحام» طوق أمني تفرضه، مؤكدة أن أفرادها «استخدموا الحد الأدنى من القوة لتفريق» المتظاهرين بهدف «تجنب تفاقم الوضع». وأشارت إلى أن الصدامات أسفرت عن جرح شرطي، فيما جُرح ثلاثة متظاهرين. واتهمت المحتجين بالاصطدام بها، من خلال محاولتهم إزالة حواجز وضعتها واختراق طوق أمني فرضته. لكن متظاهرين رفضوا اتهامهم باستفزاز الشرطة، مشيرين إلى أن الشرطيين بدأوا يضربونهم عندما فتحوا مظلاتهم التي باتت رمزاً للحركة المطالبة بالديموقراطية، ووضعوها على متاريس، علماً أن المتظاهرين يتسلّحون بمظلات للاتقاء من غازات الفلفل وضربات الهراوات التي تستخدمها الشرطة ضدهم. وقال متظاهر: «ضربونا بلا سبب. أُصِبت بثلاث أو أربع ضربات هراوات، كانت الدماء تغطي رأسي وتلقيت علاجاً. لم نفعل شيئاً. بعض الأشخاص ورائي فتحوا مظلاتهم، فضربت الشرطة الناس. لم يكن هناك أي تحرك عنيف من جانبنا». وذكرت طالبة في كلية الطب تطوّعت لإسعاف المصابين، أنها رأت أربعة متظاهرين مصابين في رؤوسهم و «ينزفون بشدة»، فيما تحدث ناشطون عن إصابة عشرة أشخاص على الأقل بجروح في رؤوسهم أو أذرعهم أو أرجلهم، عولجوا في مستشفى مجاور. واعتبر جيمس هون الذي ينتمي إلى «رابطة الدفاع عن الحرية في هونغ كونغ»، أن «الشرطة انتهكت مبدأ استخدام الحد الأدنى من العنف لتفريق متظاهرين سلميين»، مضيفاً أن الأمر يمكن أن يؤدي إلى إصابة متظاهرين بجروح خطرة، بل قتلهم. ورأى وزير المال جون تسانغ أن الحملة المطالبة بالديموقراطية بلغت «نقطة حرجة»، داعياً المتظاهرين إلى إنهاء تجمعاتهم. وكتب على مدونته الشخصية: «كنت شاباً وشاركت في حركات طالبية. قرار التراجع لن يكون سهلاً وسيتطلب شجاعة كبرى، وأعتقد أن لديكم الشجاعة لاتخاذ القرارات الجيدة في هذه اللحظة الحرجة». ووقعت الصدامات بعد ساعات على دعوة رئيس السلطة التنفيذية في هونغ كونغ ليونغ شون - يينغ إلى حوار غداً سيُبثّ على الهواء مباشرة. على صعيد آخر، شدد عضو مجلس الدولة الصيني يانغ جيشي ووزير الخارجية الأميركي جون كيري على حاجة البلدين لتسوية الخلافات والتعاون في مواجهة تهديدات عالمية. وقال كيري بعد لقائه يانغ في بوسطن: «هناك مجالات تعاون بين الولاياتالمتحدة والصين، ولو مع وجود خلافات نحاول معالجتها». وعدّد أفغانستان وكوريا الشمالية وإيران وتغيير المناخ ومكافحة الإرهاب. أما يانغ، وهو أبرز ديبلوماسي صيني، فرأى «وجوب متابعة العمل معاً من أجل تعميق الثقة المتبادلة، وأن نكرس جهودنا في مجالات تعاون كبرى»، مضيفاً: «يمكننا على أساس الاحترام المتبادل، أن نتعامل في شكل ملائم مع أي نوع من الخلافات». وأشار إلى أن زيارته هدفها التمهيد للقاء بين الرئيسين الصيني شي جينبينغ والأميركي باراك أوباما في بكين في 12 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، بعد اجتماع ل «منتدى التعاون في آسيا والمحيط الهادئ» (آبيك).