تحت جدائلهن «الجافة» يتوارى تاريخ قارة، وإرث الشعوب القديمة، منذ عصر «أبو البشر»، بيد أن قصصاً تروى أن نزوله من الجنة كان في مجاهل القارة السمراء، خطوط وتعرجات تحمل بين طياتها مخزوناً ثراً يحمل سر البشر، يتمدد مقاوماً عاتيات الدهر، لينتقل صوب الأراضي الجديدة، ليظهر على رؤوس نجوم «الراب» و«الهيب هوب» ليقدم لوحة تسهل قراءة مسارها القديم وتستحدث الجديد إلى حد الاندهاش. بين المساير، والمشاط، فالشيروبا، والكواراي، والشادولا، ثم ميرتو ف«أكواز الذرة» تستمد تصفيفات الشعر الأفريقي أشكالاً جمالية تمثل لغة غير منطوقة تحمل حروفها رؤوس الحسان. وتتعدد أنواع تقليعات الشعر النساء في أفريقيا بتعدد شعوبها، وتمتد بجذور شعرها المجدول بأشكال مختلفة في عمق التاريخ. من بين ستايلات الشعر «شيروبا» لشعب العفر و«كواراي»، إلى جانب طرق تسريحة قبائل مرسى المتاخمة لكينيا، وتسريحة «شادولا» لقبائل الأمهرا والتقراي، ثم تسريحات «ميرتو» لشعب الأرومو، كما أن للفتيات غير المتزوجات تصفيفات شعر تميزهن عن النساء المتزوجات. وتتعدد أنماط تصفيفات الشعر بحسب المنطقة والقبيلة، إذ تكون حصراً عليها، تحمل اسمها وإرثها التاريخي، من أشهرها تسريحة «الآفرو» أو ما يسمى في الخليج ب«الكدش»، وضفائر «الشيروبا» التي تشبه «كيزان الذرة»، إلى جانب ضفائر الرهبان والحجاج المستمدة من ثنايا التاريخ، وتظهر في العديد من مدن وقرى شرق أفريقيا بشكل عام.