تونس - «الحياة»، ا ف ب، رويترز - اشتبكت الشرطة التونسية مع مؤيدين لجماعة «أنصار الشريعة» في العاصمة ومدينة القيروان بعدما حظرت الحكومة ملتقى سنوياً للجماعة كان مقرراً أمس، ما أدى إلى مقتل شاب وجرح 14 من الشرطة والمتظاهرين، إضافة إلى توقيف نحو مئتين بينهم مطلوبون في قضايا «إرهاب». ورغم منع الشرطة مئات من عناصر الجماعة من الوصول إلى القيروان بنشر مكامن على مداخل المدينة منذ مساء أول من أمس، إلا أن مئات من مؤيدي الجماعة رشقوا بالحجارة الشرطة التي أطلقت الغاز المسيل للدموع رداً عليهم. وأغلقت غالبية متاجر المدينة تحسباً لأعمال العنف بسبب منع الملتقى. ودعت «أنصار الشريعة» مؤيديها في اللحظات الأخيرة إلى التوجه إلى حي التضامن في العاصمة لعقد الملتقى هناك بسبب الانتشار الأمني الكثيف في القيروان، لكن الشرطة منعتهم، ما أدى إلى اشتباكات مع السلفيين الذين هتفوا ضد «حكم الطاغوت». وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع والأعيرة النارية في الهواء لتفرقة نحو 500 محتج كانوا يرشقون أفرادها بالحجارة. وحلقت مروحيات عسكرية فوق المنطقة. وأحرق الإسلاميون سيارات وإطارات مشتعلة وتوقفت الحافلات وعربات المترو عن العمل وأغلقت المتاجر في المنطقة. وامتدت الاشتباكات إلى أحياء مجاورة في العاصمة مثل حي التحرير والانطلاقة. وأعلنت وكالة الأنباء الرسمية مقتل شاب من أنصار الجماعة يدعى معز الدهماني (27 عاماً) خلال الاشتباكات في القيروان، بعدما تحدثت وزارة الداخلية في بيان عن جرح 11 من عناصر الأمن «أحدهم إصابته بليغة، إضافة إلى ثلاثة متظاهرين أحدهم اصابته بليغة». وكشف رئيس الوزراء التونسي علي العريض ل «الحياة» في الدوحة أن عدد المعتقلين بلغ نحو مئتين، بينهم مطلوبون على ذمة قضايا «إرهاب». ووجه تحذيراً شديداً إلى مرتكبي العنف قائلاً إن «المجموعة التي تمارس العنف وترفض الدولة وتعلن العصيان عليها وتقاوم سيكون تصدينا لها شديداً، لكن في إطار القانون، ولن نتهاون في هذا». وقال: «رغم المنع حاول بعضهم (من «أنصار الشريعة») المجيء لعقد الملتقى، لكن وحدات الأمن منعتهم، وبعض الموقوفين كانوا مطلوبين». وشدد على أن «قوات الأمن لديها صورة دقيقة عن تلك العناصر». وقالت «أنصار الشريعة» عبر صفحتها على موقع «فايسبوك» أمس إن الشرطة اعتقلت الناطق باسمها سيف الدين الرايس، ما أكده مصدر أمني. واعتقلت الشرطة في القيروان فتاة تنتمي إلى حركة «فيمن» النسوية العالمية بعدما حاولت التعري، ووضعت لافتة للحركة على مسجد عقبة بن نافع حيث كان مقرراً عقد المؤتمر. إلى ذلك، دعا مسؤول في «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» أعضاء «أنصار الشريعة» إلى عدم الاستجابة ل «استفزازات» النظام. وقال عضو هيئة الشريعة في التنظيم ابو يحيى الشنقيطي مخاطبا «أنصار الشريعة»: «لا تستجيبوا لاستفزازات النظام ووحشيته وترتكبوا أفعالاً يمكن أن تؤثر على الدعم الشعبي الذي تحظون به». وأثنى على التيار السلفي في تونس ودعاه إلى «المضي في أعماله الطيبة التي بدأت تؤتي ثمارها». وقال: «كونوا أصحاب حكمة وصبر».