لا يزال قاطنو ينبع النخل يتذكرون عهد واديهم الذي زين بالعيون التي كانت تضخ لهم الماء، الحياة، والرزق، حتى ظلت ذكرى عالقة في أذهانهم، متمنين أن ترجع تلك العيون إلى ما كانت عليه حتى تزهو ينبع النخل من جديد. وعزا المواطن ابن جبران سبب انقطاع الخيوف إلى قلة الأمطار والآبار التي حفرها المزارعون بطريقة جائرة إلى مسافات كبيرة تصل إلى أكثر من 70 متراً، ما أسهم في خفض المياه عن الخيوف. واستبعد عودة العيون بسبب التدمير الذي احدثته المعدات فوق الخيوف، والذى نتج منه تغيير مناراتها وصعوبة تتبعها، مبيناً أن الخيوف تعرضت للهدم بعد إنشاء المباني عليها. وأضاف: «كنت أعمل في حفر تلك العيون بثلاثة قروش لليومية الواحدة، ووصلت أخيراً إلى ريال واحد، إذ كنت أعمل داخل القصب لتنظيفه وإصلاح المتهدم منه.»، مشيراً إلى أن عدد عيون ينبع النخل يصل إلى 365 عيناً بعدد أيام السنة، منها عين اليسيرة، عين البثنة، عين حسين، عين الفجة، وعين المبارك. وقال المواطن محمد الرفاعي البالغ من العمر 100 عام، إنه عمل في عيون ينبع النخل منذ صغره مع الشركة التي توصل الماء من ينبع النخل إلى ينبع البحر في عهد الملك سعود، إذ تتم الزراعة من مياهها لبيع منتجاتها في سوق السويق، إلا أنها اندثرت ولم يبق منها إلا أسماؤها، مضيفاً: «همنا الأول في ذلك الحين هو النخيل، متابعة نمو الحناء، جريان مياه العيون، وتفقد مساقيها، وطالب الجهات المسؤولة بالنظر في جفاف العيون، وإعادة الحياة إلى ينبع النخل من طريق إمدادها بالماء للزراعة. أما المواطن أحمد الرفاعي الذي عمل سقا في عين حسين إضافة إلى عمله في إيصال الخضراوات، بيومية لا تتجاوز الخمسة ريالات، وبيع أربع صفائح بنصف ريال، فكان يأتي بالماء من العيون الجارية حينها قبل أن تجف، وبعدها انتقل للعمل في الدوائر الحكومية. وأضاف: «أحلت إلى التقاعد وأنا أجلس هنا في سوق السويق كل مساء، وأتذكر العيون والممرات والجدران الطينية التى كنا نعبر منها وأشاهد النخيل وقد خوى وأصبح ذكرى طواها الزمن