أوقفت شركة «أرامكو لأعمال الخليج» إنتاج النفط في حقل الخفجي الخميس ولم تفصح عن أسباب الإيقاف، لكن «الحياة» علمت أمس من مصادر أن التوقف يعود الى أسباب بيئية، وأن الخلافات بين الجانبين السعودي والكويتي حول الحقل ليست جديدة، بيد أن الطرفين يتوصلان كل مرة الى حلول، لكن المشكلة ربما دخلت في «أزمة»، نظراً إلى دخول قرار إيقاف العمل في الجانب السعودي حيز التنفيذ. وأشارت المصادر إلى أن الخلاف كان بسبب عدم حرق الغاز المصاحب للنفط حفاظاً على البيئة، إضافة إلى أن الغاز أصبح مورداً اقتصادياً مهماً جداً تمكن الاستفادة منه بدلاً من حرقه. وحصلت «الحياة» على خطاب موجه من الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة إلى شركة «أرامكو لأعمال الخليج»، رداً على استفسار الأخيرة عن وجود فترة سماح إضافية قبل البدء بتطبيق الهيئة مقاييس الحد من الانبعاثات في الهواء. وجاء في الرد أن هذه الغازات مهمة كقيمة اقتصادية وأنها تمثل ثروة وطنية يجب عدم حرقها، وأن الرئاسة وجهت خطاباً الى وزارة البترول والثروة المعدنية تطالب فيه الجهات التابعة للوزارة بالتطبيق الفوري لوقف حرق هذه الغازات والاستفادة منها والالتزام بخطاب الرئاسة حول انبعاث ملوثات الهواء من المصادر الثابتة، والمتضمن تفصيلاً لخطة الحد من الحرق. ويأتي هذا القرار في وقت تعاني فيه السوق العالمية زيادة في المعروض من النفط وانخفاضاً في الأسعار، فيما أعلنت السعودية أخيراً رفع إنتاجها من النفط بطاقة 400 ألف برميل، ما أثار استغراب دول العالم، بيد أنه كان تمهيداً لتطبيق هذا القرار، إذ إن الحقل ينتج نصف مليون برميل. وكان الإنتاج في الحقل انخفض فعلياً بداية آب (أغسطس) الماضي بحدود 160 ألف برميل يومياً، وذلك لفترة امتدت لنهاية الشهر، ثم بدأ بالعودة تدريجياً الى معدلاته الطبيعية، بسبب بعض التخوفات البيئية التي أبدتها شركة «أرامكو لأعمال الخليج»، التي تمثل الجانب السعودي في عمليات الخفجي المشتركة، فيما أكدت مصادر أن معمل الغاز المصاحب في منطقة الخفجي متوقف منذ نهاية أيار (مايو) الماضي، قبل تشغيله أخيراً، وأن الموضوع كان موضع نقاش منذ العام الماضي، إلا أن تسوية تبلورت بين الجانبين السعودي والكويتي بعد إجراء مباحثات طويلة حول أحد المواقع الخاصة بالاستكشاف والحفر النفطي. وكان حقل الخفجي مر بمرحلة صيانة طويلة هذا العام وتوقف العمل فيه على مراحل متعددة، ثم عاد للإنتاج في الشهرين الماضيين قبل اتخاذ القرار الأخير الأسبوع الماضي. يذكر أن مشروع حقل الخفجي ينتج قرابة 360 ألف برميل من النفط يومياً، وتخطط السعودية والكويت الى زيادة الإنتاج في الحقل بواقع 100 ألف برميل بحلول عام 2016، من خلال استثمارات تقدر بسبعة بلايين ريال (1.6 بليون دولار)، تشمل حقولاً كثيرة للنفط والغاز في المنطقة المحايدة بين البلدين.