خمسة أعوام مضت، وهاجس وحيد يظل يلاحقه، «الرئيس الأزرق» الذي عانده الحظ كثيراً حقق أهم البطولات المحلية ولم يغب ولو عاماً عن منصات التتويج، لكنها الآسيوية تلك العنيدة، تلك الأبية التي ظلت تستثيره عاماً بعد آخر، وفي كل موسم تبدو المهمة أكثر صعوبة، هو اعترف بذلك، إلا أنه أيضاً قال غير مرة إن صعوبتها لا تعني اليأس وأنه سيعمل جاهداً لتحقيق البطولة. على عكس أي رئيس آخر يبدو رئيس الهلال الحالي الأمير عبدالرحمن بن مساعد مطالباً أكثر من غيره بتحقيق هذه البطولة، كيف لا وهو الذي قال أمام الملأ وفي أول ظهور تلفزيوني له بعد توليه الكرسي الساخن إن هدفه الرئيس هو معانقة «الحلم الآسيوي»، لكنه تراجع عن ذلك التصريح لاحقاً حين أكد أن حديثه زاد من الضغوط وأرهق الفريق وصعب المهمة، لكن الجماهير لم تنسَ وعده. الجماهير الهلالي باتت طموحاته أعلى بكثير من «الذهب المحلي»، فبينما تبحث كل الفرق وعبر بذل الملايين عن أي لقب محلي لا يبدو أنصار بطل ولي العهد مكترثين بتحقيق واحدة من البطولات الثلاث الأهم في الموسم الرياضي، حتى حين خطف الفريق كأس ولي العهد، الذي جاء بصعوبة ومن أمام الجار العنيد النصر الذي بحث على مدى أعوام عن أي لقب. المدرج الهلالي لم يعد ينتظر غير البطولة القارية، والأمر لا يأتي مستغرباً وجماهير الخصوم بدأت تتندر بعبارة «العالمية صعبة قوية» التي باتت أشهر العبارات القادرة على استثارة الهلاليين في هذه المرحلة ولاسيما أن التعاطي الهلالي مع العبارة ومردديها أسهم بوضوح في زيادة انتشارها. العوائق التي أوقفت الهلال طوال الأعوام الخمسة الماضية عن المضي قدماً في المشوار القاري تكررت أول من أمس حين خسر الفريق على أرضه من لخويا القطري بهدف نظيف في انتظار مواجهة الإياب، ولا يبدو أن الخروج من البطولة القارية هذه المرة سيأتي مشابهاً لما حدث في المرات السابقة، فالمدرج الأزرق هتفت للمرة الأولى ضد رئيسه، خصوصاً أن الإخفاق تكرر هذا الموسم في أكثر من بطولة. نهاية الموسم الهلالي الحالي التي تعقب مباراة الإياب أمام لخويا الثلثاء المقبل ستأتي لتجيب سؤالاً وحيداً مفاده: هل سينجح اللاعبون في إنقاذ رئيسهم من صيف ملتهب، أم يسقط الفريق في الفخ القطري ويترك الباب مفتوحاً أمام حرب جماهيرية تنتظر الفريق بأكمله حتى انطلاقة موسم جديد؟