أنظمتنا كثيرة، والقوانين تملأ الدروج وتغص بها المكاتب، واللوائح تصدر من الجهات الحكومية تباعاً بمعدل قياسي، فيما أظن. مع ذلك يسير المجتمع السعودي وسط فوضى وباتجاه فوضى، والمتضرر دائماً المواطن. منذ سنوات صدر قرار من الجهات المختصة، أو لنقل «تعميم» يقضي بإبعاد «مقاهي الشيشة» خارج الأحياء السكنية، فما الذي حدث بعد ذلك؟ نفذ القرار فترة من الزمن، ومع مرور الأشهر والأعوام تناست الجهات التنفيذية ذلك القرار وحفظ في الأدراج ولم يتم التعقيب عليه، هذا إذا لم يكن هناك قرار نقض ذلك القرار ولا نعلمه. هذا الأمر أكبر المتضررين منه سكان أحياء شرق الرياض، خصوصاً الواقعة قرب الفحص الدوري، وأكتب هذا الموضوع بعد أن تضررت أنا وجيراني وسكان الحي عموماً من انتشار المقاهي. ولا أبالغ إن قلت إنني نادم على السكن في هذا الحي، فعملي يفرض عليَّ البقاء إلى ساعات متأخرة من الليل فيه، وأظل طوال تلك الساعات قلقاً على وضع أسرتي وأطفالي، فكيف أرتاح وهناك الكثير من الشباب المراهقين المنفلتين يتجمعون في تلك المقاهي ولا يبعدون عن أسرتي سوى أقل من كيلومترين؟ علاوة على الاختناق المروري الذي لا يطاق بسبب وقوف السيارات على مدخل الحي بجانب المقاهي، وهو ما يتسبب في فوضى مرورية ربما يذهب ضحيتها الكثير من الأسر وأبنائهم. للمسؤولين في الجهات ذات العلاقة أن يتخيلوا وضع هذه المقاهي، ومن ثم وضع الحي عند إقامة مباريات مهمة، إذ يفضل كثيرون مشاهدتها في هذه المقاهي، وهو ما يجعل الدخول إلى الحي معاناة لا يعلمها إلا الله، وقد عانينا مثل غيرنا الكثير من أهالي الحي من هذه النقطة تحديداً. نأمل أن يعاد تفعيل القرار الذي أشرت إليه في بداية هذا الموضوع، وإلزام أصحاب المقاهي الموجودة في الحي بنقلها إلى أماكن أخرى بعيدة عن المناطق المأهولة بالسكان، مع ضرورة وضع مهلة زمنية لا تتعدى شهراً واحداً.