يعاني سكان حي المونسية شرق مدينة الرياض من الزحام والإزعاج و روائح ودخان عوادم الفحم والمعسل، كل ذلك بسبب مجاورة مقاهي الشيشة لبيوتهم، ويطالبون بتطبيق الأنظمة التي تمنع إقامة تلك المقاهي وسط الأحياء. وقال ظافر العجمي أحد سكان حي المونسية: «الأنظمة لدينا كثيرة، والقوانين تملأ الأدراج، وتغص المكاتب بها، واللوائح تصدر من الجهات الحكومية تباعاً، إلا أن هذا لا يعني أن يطبق شيء من ذلك، وهو ما يعانيه حينا حي المونسية في مدينة الرياض، فمنذ سنوات صدر قرار يقضي بإبعاد «مقاهي الشيشة» خارج الأحياء السكنية، فما الذي حدث بعد ذلك؟ نُفذ القرار فترة من الزمن، ومع مرور الأشهر والأعوام تناست الجهات التنفيذية ذلك القرار، فحُفظ في الأدراج، ولم يتم التعقيب عليه، هذا إذا لم يكن هناك قرار ينقضه ولا نعلمه». وأضاف: «سكان الحي عموماً متضررون من انتشار المقاهي، خصوصاً في مدخل الحي، وتحديداً بالقرب من كوبري الفحص الدوري، الواقع في نهاية طريق الشيخ جابر الأحمد الصباح، ولا أبالغ إن قلت إنني نادم على السكن في هذا الحي، فعملي يفرض عليّ البقاء إلى ساعات متأخرة من الليل، وأظل طوال تلك الساعات قلقاً على وضع أسرتي وأطفالي، فكيف أرتاح، وهناك الكثير من الشباب المراهقين المنفلتين يتجمعون في تلك المقاهي، ولا يبعدون عن أسرتي سوى أقل من كيلومترين، علاوة على الاختناق المروري الذي لا يُطاق، لوقوف السيارات على مدخل الحي بجانب المقاهي، ما يتسبب في فوضى مرورية، ربما يذهب ضحيتها الكثير من الأسر، مشيراً إلى أنه يتوجه إلى المسؤولين في الجهات ذات العلاقة بأن يتخيلوا وضع الحي عند إقامة مباريات مهمة، إذ يفضل الكثيرون مشاهدتها هناك، ما يجعل الدخول إلى الحي في معاناة، وهي من المشكلات الرئيسية، بل هناك أخطار أقلها وأكثرها حدوثاً هي الحوادث المرورية بالقرب منها، التي دائماً يكون أحد أطرافها أسرة من سكان الحي. وقال المواطن راضي العنزي: «مللنا من التعاميم التي لا تصمد في أحسن الأحوال إلى أشهر عدة، ومللنا من التداخل في الصلاحيات والمسؤوليات بين الجهات الحكومية، ومن تحكم التجار في قتل تلك القرارات، أو العمل على تناسيها مع مرور الزمن، فنحن نريد قرارات صادرة من جهات عليا في الدولة، تتخذ بعد عرضها على مجلس الشورى لدرسها وحفظ حقوق الجميع، حتى نضمن التزاماً بها من الجميع». وأشار إلى أن مطلب سكان حي المونسية هو العمل على إلزام أصحاب المقاهي بنقلها إلى أماكن أخرى بعيدة عن المناطق المأهولة بالسكان، مع ضرورة وضع مهلة زمنية لا تتعدى شهراً واحداً، إذ بأي حق يفقد سكان الحي أمنهم، ويخسرون راحتهم النفسية والجسدية، بسبب أن شخصاً آخر يريد زيادة أرباحه، لافتاً إلى أن هذا الوضع لا ينطبق على حي المونسية وحسب، فسكان حي السلي يواجهون المشكلة نفسها، وإن كانت بدرجة أقل، إذ يفصل بينهم وبين المقاهي شارع رئيسي.