في تطور لافت لظاهرة التسول في السعودية، رصدت الجهات المعنية في منطقة مكةالمكرمة أخيراً 105 أطفال سعوديون يتسولون في شوارع المنطقة في مختلف المواقع بينهم 71 من الإناث. كما أوقفت 5855 طفلاً وطفلة غير سعوديين يمارسون مهنة التسول في منطقة مكةالمكرمة، واختلفت الأرقام بين الإناث والذكور، إذ بلغ عدد الأطفال من الإناث قرابة 2834 طفلة، فيما وصل عدد الذكور إلى 3021 طفلاً يجوبون في الشوارع والمحال التجارية بهدف التسول. وأكدت مصادر ل «الحياة»، أن عدداً من الجهات الحكومية شددت على أهمية زيادة فاعلية مكاتب مكافحة التسول في معالجة وضع المتسول السعودي من خلال تفعيل دور الرعاية اللاحقة للأسر التي تقدم إليها المساعدة، وتتبّع الأسر التي تحتاج إلى مساعدة بالتعاون مع أئمة المساجد، وعمد الأحياء والمراكز داخل الأحياء، وزيادة دعم الجمعيات الخيرية لمساعدة الأسر التي تحتاج إلى مساعدة، وحماية أفرادها من الانحراف، ودعم مكاتب مكافحة التسول بالإمكانات المادية والبشرية، وتكثيف الحملات التوعوية بالتعاون مع وزارة الثقافة والإعلام لتوعية المواطن والمقيم بأضرار تلك الظاهرة، وتفعيل دور العمد في الأحياء، وربطهم مع مكاتب التسول، ومكاتب الضمان الاجتماعي لمساعدة الفقراء في الأحياء. وكشفت وزارة الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكةالمكرمة عن توقيف أكثر من ثمانية آلاف «امرأة» يعملن في التسول من جنسيات مختلفة، إضافة إلى توقيف 147 سيدة جميعهن سعوديات كبيرات في السن يعملن في مهنة التسول. وأكدت في إحصاء (حصلت «الحياة» على نسخة منه)، للعام الماضي أنه تم القبض على 8637 ألف امرأة متسولة غير سعودية، بينهن 147 طفلة جئن من دول مختلفة. وأشارت إلى أن عدد السعوديات المتسولات اللائي تم القبض عليهن في منطقة مكةالمكرمة وصل إلى 218 امراة متسولة، فيما بلغ عدد الأطفال الذين يمتهنون التسول من سعوديين وأجانب 5960 ألفاً. وأوضحت أن مجموع حالات التسول التي تم القبض عليها وصل إلى أكثر من 13 ألف شخص، إذ بلغت نسبة المتسولين غير السعوديين أكثر من 97 في المئة مقارنة بنسبة السعوديين التي لم تتجاوز ال2 في المئة من العدد الإجمالي. وسبق أن اتفق مسؤولون في جهات حكومية بينها وزارة الشؤون الاجتماعية على أن مكاتب مكافحة التسول عاجزة عن تحقيق أهدافها والحد من مشكلة التسول، مرجعة ذلك إلى أسباب كثيرة، وبحسب مصادر ل «الحياة» فإن أبرز الأسباب التي ظهرت أخيراً تتمثل في أنه لا يمكن القضاء على ظاهرة التسول، والحد من انتشارها إلا بتضافر جهود الجميع، بدلاً من إلقاء التبعية على وزارة الشؤون الاجتماعية وحدها، بل ينبغي تضافر جهود جهات حكومية أخرى ذات علاقة بمحاربة التسول، سواء كانت وزارة الداخلية، أم وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، وزارة العمل، وزارة الثقافة والإعلام، هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ... و«الشؤون الاجتماعية» تؤكد درس حال المتسول السعودي ومساعدته أكد مصدر في فرع وزارة الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكةالمكرمة ل «الحياة»، أن الوزارة تقوم بدرس حال المتسول السعودي الذي يتم القبض عليه، مشيراً إلى أنه يتم تقديم المساعدة له، إضافة إلى الاستفادة من البرامج التي تقدمها الوزارة في هذا الشأن. وأضاف أن المتسولين غير السعوديين يتم تسليمهم للجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات الخاصة بهم، موضحاً أنه يتم صرف مساعدات مادية للمحتاجين من الضمان الاجتماعي أو الجمعيات الخيرية، ويحال الموقوفون من صغار السن والأيتام الذين تنطبق عليهم لوائح دور التربية إلى دور الملاحظة والرعاية، والتي توفر لهم الإقامة المناسبة. يذكر أن مختصين في مكافحة التسول طالبوا بإجراء البحوث الاجتماعية المكتبية، والبحوث الميدانية للوقوف على حقيقة وضع المتسول السعودي، والقيام بحملات ميدانية لملاحقة هؤلاء المتسولين في بعض المناطق، وحملات مشتركة مع الجهات الأمنية في مناطق أخرى، وإعداد حملات توعوية للمجتمع عن أضرار تلك الظاهرة، وما تفرزه من سلبيات على الفرد والمجتمع.