سجلت إدارات مكافحة التسول في المملكة انخفاض نسبة المتسولين السعوديين والسعوديات بواقع 33% عن العام الماضي، في الوقت الذي انخفضت فيه نسبة المتسولين الأجانب بمقدار 8%. وأوضح التقرير السنوي الصادر عن وزارة الشؤون الاجتماعية أن عدد المتسولين من السعوديين من الجنسين بلغ 3459 متسولا ومتسولة، مقارنة ب5206 متسولين ومتسولات العام الماضي. وأشار إلى أن عدد المتسولين من غير السعوديين بلغ هذا العام 19315 متسولا ومتسولة بانخفاض 8% عن العام الماضي الذي سجل 21136 متسولا ومتسولة. وبحسب التقرير فقد بلغ عدد المتسولين بين السعوديين من الجنسين 877 ذكرا مقابل 2582 أنثى، وسجلت الرياض أكبر عدد من المتسولات السعوديات, حيث بلغ عددهن 1062 متسولة، تليها بريدة ب691 متسولة، والدمام ب185 متسولة، وأبها ب176 متسولة، وتبوك ب149 متسولة. في حين خلت سجلت تقارير مكاتب مكافحة التسول من ضبط متسولات سعوديات في حائل. وسجلت التقارير أقل عدد من المتسولات السعوديات في مكةالمكرمة بثلاث حالات، وتلتها الخرج ب6 حالات، وجدة 51 حالة، والأحساء 76 حالة، والمدينة المنورة 79 حالة. وفيما يخص المتسولين السعوديين، سجل مكتب مكافحة التسول في الرياض أعلى عدد ب352 حالة، ومكتب أبها 136 حالة، والدمام 128 حالة، فيما سجلت مكاتب مكافحة التسول في الخرج حالتين فقط بين السعوديين، وجدة 7 حالات، ومكة 15 حالة. وكشف التقرير أن عدد الحالات المضبوطة من المتسولين السعوديين من حملة الشهادات الجامعية بلغت حالتين في الرياض لأنثى وذكر، فيما بلغ عدد المتسولات من السعوديات اللائي تم ضبطهن من حملة الشهادة الثانوية 36 حالة. وجاءت الرياض في المرتبة الأولى برصيد 17 حالة بواقع 11 أنثى و6 رجال، تلتها أبها بواقع 10 حالات 6 رجال و4 إناث. وسجلت أعداد من ينقص أعمارهم عن ال15 سنة 1135 حالة ذكور وإناث على كافة مناطق المملكة، فيما كان عددهم 526 حالة لمن تجاوزوا حاجز ال21 عاما، بينما كان عددهم 397 حالة لمن تخطت أعمارهم ال31 عاما. ومن جهته أرجع مدير عام العلاقات العامة والإعلام الاجتماعي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الشؤون الاجتماعية محمد العوض أسباب التراجع إلى تضافر الجهود بين الجهات المشاركة في عمليات القبض على المتسولين بناء على توجيهات النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز المتضمنة القيام بحملات مكثفة وسرعة القبض على من يقومون بالتسول وتطبيق الأنظمة والتعليمات بحقهم للقضاء على الظاهرة. وأضاف العوض في حديثه إلى "الوطن" أمس: أن وزارته تتعامل مع المتسولين السعوديين بالبحث الاجتماعي ووضع خطط علاجية تضمن عدم عودتهم إلى التسول مرة أخرى، أما المتسولون غير السعوديين الذين يقيمون في المملكة بطرق غير نظامية فيقبض عليهم من قبل الجهات الأمنية على أن تقوم بترحيلهم عقب استكمال إجراءاتهم عبر إدارة الوافدين. وأثنى العوض على جهود وزارتي الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، والثقافة والإعلام في الحد من الظاهرة، من خلال إيضاح الأولى لما تفرزه الظاهرة من سلبيات على الفرد والمجتمع ومن خلال خطب الجمع والمحاضرات، بينما تقوم الثقافة والإعلام بتوعية وتثقيف المجتمع بأهمية الصدقة للمحتاج عبر مطويات ونشرات إعلامية. وكشف العوض عن إعداد وزارته بالتنسيق مع جهات أخرى خطة وطنية تهدف إلى معالجة مشكلة التسول والحد منها. وعزت الأخصائية الاجتماعية نوال الضيف الله في تصريح إلى "الوطن" أمس، انخفاض نسبة التسول إلى عدة أسباب أولها احتمالية تأثر المتسولين بالرقابة الشديدة التي تفرضها مكافحة التسول، خصوصا خلال هذه الأيام في مكةالمكرمة بعد فرض الحكومة عقوبات مشددة لمن يحاول الافتراش والتسول مع اقتراب موسم الحج. وأضافت الضيف الله: أن الجهود التي بذلها مكتب العمل أخيرا في الإعلان عن الوظائف وتمويل بعض المشاريع الصغيرة قد تكون دافعا للتقليل من أعداد المتسولين بفتح فرص عمل لهم. وأكد خبير اجتماعي فضل عدم ذكر اسمه أن للتنظيم الأخير الذي انتهجه المتسولون دورا في الحد من أعدادهم. واصفا كلمة "أعدادهم" ب"المضبوطين". مشيراً إلى أن المتسولين أصبحوا أكثر تنظيما من ذي قبل، حيث إنهم أصبحوا يتناقلون فيما بينهم مسألة الرقابة على رجال مكافحة التسول بمحادثة بعضهم بالهواتف النقالة والهرب من مواقعهم. وبيّن الخبير أن رجال المكافحة قد يكونون سببا في تدني أعداد المتسولين. مؤكدا على ضرورة عدم الاكتفاء بعدد الذين تم ضبطم.