حينما يبكي الرجل فهو حتماً وصل إلى قمة الألم. صالح الذي لجأ إلى ذرف الدموع بعد الله لعلها تخفف عليه قهر الدَين الذي أثقل كاهله وجعله في وضع مهدد بالسجن في أي وقت. هذا الرجل الشاب الذين أطلق نداء استغاثة عبر «الحياة» إلى فاعلي الخير لسداد ديون لجهات عدة، من بينها مصرف وشركات تأجير سيارات وأفراد وصلت مجتمعة إلى 350 ألف ريال، وقع ما كان يفزع منه فلم يجد من يلبي صرخته. يقول صالح الذي يسكن في بيت بالإيجار، ولا يبقى له من راتبه إلا 300 ريال، بعد خصم أقساط مترتبة عليه: «إن المبلغ الذي مهدد بالسجن بسببه لجهات مختلفة استفدت منه في إعادة بناء منزل والدي في قريتنا، إلا أنني عجزت عن سداده بعد ذلك، لأن الذي يتبقى من راتبي بعد سداد أقساط الديون الأخرى لا يكفي حتى للضروريات التي تحتاج إليها أسرتي». ويضيف: «عندما أتذكر تلك الديون لا أستطيع النوم، فهي كثيرة وأنا وأفراد أسرتي عاجزون عن الإيفاء بها، وأسرتي عانت الكثير بسبب سوء الوضع المادي الذي نعيشه، وزادت الأمور سوءاً بعد تهديدي بالسجن، أشعر أنني سببت لهم الكثير من الآلام والأحزان». مبيناً أن مشكلة ديونه أنها موزعة على جهات مختلفة ما يجعل سدادها بالتقسيط أمراً صعباً. وتابع: «مع غلاء الأسعار وارتفاع الإيجارات يصعب على الإنسان أن يعيش بلا ديون، فكثيراً ما اضطر لاقتراض 100 أو 200 ريال تعينني على مصاريف عائلتي»، مشيراً إلى أن أصحاب المحال التجارية يطالبونه بمبالغ تتجاوز ثلاثة آلاف ريال. وأكد أنه لا يملك سيارة ما يزيد أعباءه المادية. صالح ملّ من كثرة المطالبات المادية التي أدت إلى تشتت أسرته، ويتمنى من كبار المسؤولين في هذه البلاد المباركة والقائمين على الجمعيات الخيرية وفاعلي الخير مد يد العون له ومساعدته للتغلب على الظروف المادية المأسوية التي أثقلت كاهله وحطمت حياته.