لم يدع عبده علي سيد، أي باب إلا وطرقه لحل قضيته التي تدور منذ أكثر من ثمان سنوات مابين أروقة المحاكم والمستشفيات. في نهاية الأمر حكم القاضي عليه بدفع 75 ألف لخصمه الذي صدمه بسيارته من دون قصد، بعد أن صدر تقرير طبي للمصدوم بعجزه الجنسي وإصابات أخرى بسبب الحادث، وهو مهدد بالسجن إن لم يدفع ذلك المبلغ. يقول عبده: «أعول ثمانية أشخاص، معظمهم نساء، وليس لي دخل سوى راتبي التقاعدي الذي لا يتجاوز 3100 ريال، إضافة إلى الديون التي أثقلت كاهلي»، موضحاً أنه يستقطع من راتبه 1800 ريال شهرياً لسداد تلك الديون. ويضيف: «وقع لي حادث مروري، نتج عنه إصابة الطرف الآخر بإصابات بالغة تسبب «بحسب الصك الصادر من المحكمة» بعجز جنسي علاوة على إصابات أخرى كان بعضها خطيراً على حياة ذلك الشخص»، مشيراً إلى أنه راض بحكم القاضي، على رغم أنه غير قادر على الإيفاء بسداد المبلغ. ويتابع العم عبده: «ظروفنا سيئة قبل وقوع الحادث، إذ تمر الليالي والأيام ولا يوجد لدي ريال واحد، إلى درجة أنني تركت المناسبات الاجتماعية واضطررت إلى عزل أبنائي وبناتي عن المجتمع»، مبرراً ذلك بعدم قدرته على مجاراة الآخرين. ولا يخفي المسن العاجز حسرته على الواقع المؤلم الذي تعيشه أسرته، «لم أعد أهتم بنفسي، فقد تعودت على هذه الظروف، ولكن ما يحرمني النوم هو مشاهدة أفراد أسرتي وهم محرومون من التمتع مثل أقرانهم، وأشعر بما في نفوسهم من الحرمان والأسى، ولكم أن تتخيلوا أنهم حرموا من التمتع بالأعياد لعدم قدرتي على تلبية مستلزماتهم الضرورية»، مشيراً إلى أنه بات يخاف من تأثير هذه الظروف على مستقبل أبنائه وبناته، خصوصاً في حال تم سجنه لعدم سداده المبلغ. ويتمنى العم عبده من فاعلي الخير والباحثين عن الأجر والمثوبة من الله عز وجل، العمل على مساعدته في شكل عاجل، «لا أريد شيئاً سوى سداد هذا الدين الذي حرمني لذة النوم، خصوصاً أنني أصبحت مهدداً بالسجن إذا لم أستطع توفيره».