دافع مساعد وزير الداخلية المصري لقطاع الأمن الوطني (أمن الدولة سابقاً) اللواء عصام بدوي عن سياسات جهازه أمام مجلس الشورى الذي يهيمن عليه الإسلاميون ويتولى سلطة التشريع موقتاً، نافياً ملاحقة ناشطي التيار الإسلامي بعد اتهامات للجهاز وتظاهرات استهدفت مقره. وقال بدوي إن «قيادة الجهاز تعمل على تغيير الصورة الذهنية الملتصقة بالأمن الوطني»، مشدداً على «انتهاء الممارسات القديمة والتاريخية المتعلقة بزوار الفجر». وشدد خلال اجتماع لجنة الأمن القومي في «الشورى» أمس على أنه «لا يوجد استدعاء للمواطنين، وتوقفت استطلاعات الرأي لاختيار الشخصيات في المناصب، وأصبح الأداء منضبطاً من دون إخلال بالقانون». ولفت إلى أن «القطاع فيه إدارة للأمن الداخلي تحافظ على ضوابط العمل وعدم الخروج على القانون»، موضحاً أنه «تم التحقيق في ادعاءات القيادي الإسلامي حسام البخاري الذي ادعى أن أحد الضباط هدد عناصر من التيار الإسلامي، وثبت بالدليل القاطع أن لا صحة لعودة ضباط الأمن الوطني إلى الممارسات السابقة لأمن الدولة، إلا أننا فوجئنا بالتصعيد والتظاهر ضد القطاع». وأشار إلى أن «القطاع التزم ضبط النفس تجاه التظاهرات، إلا أن تظاهرات هتفت بألفاظ خارجة، وظهرت رايات لتنظيم القاعدة، وحاول أصحابها اقتحام مبنى الأمن الوطني، واستخدام السلاح في عملية الاقتحام»، مضيفاً أن «محاولات الاقتحام أسفرت عن إصابات وتحطيم بعض الواجهات». وتساءل نائب رئيس حزب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية ل «الإخوان المسلمين»، عصام العريان عن دور الجهاز في مواجهة الإرهاب، مطالباً ب «ضرورة أن يخرج الأمن الوطني ما لديه من كنوز في المعلومات عن تنظيم القاعدة وحقيقة وجوده في مصر». إلى ذلك، أمر النائب العام طلعت عبدالله أمس بإخلاء سبيل مدرسة قبطية في مدينة الأقصر (جنوب مصر) تدعى دميانة عبيد عبدالنور اتهمت بازدراء الدين الإسلامي، بكفالة قدرها 20 ألف جنيه (ثلاثة آلاف دولار تقريباً) على ذمة التحقيقات التي تجرى معها بمعرفة النيابة العامة. وكانت نيابة الأقصر قررت حبس المعلمة أربعة أيام بصفة احتياطية على ذمة التحقيقات، ثم تقرر قبل أيام تجديد حبسها احتياطياً لمدة 15 يوماً، بعدما وجهت إليها النيابة تهمة «ازدراء أحد الأديان السماوية (الدين الإسلامي) على الملأ وأمام تلاميذ المدرسة التي تعمل بها». من جهة أخرى، في وقت كثف سفراء في القاهرة لقاءاتهم بقوى معارضة. والتقى رئيس حزب «مصر القوية» الإسلامي عبدالمنعم أبو الفتوح أمس السفيرة الأميركية آن باترسون والسفير الياباني شيرو سوزوكي. وأفاد مكتبه في بيان مقتضب بأن اللقاء مع باترسون «تناول تبادل الآراء في الشؤون السياسية الراهنة والبحث في تطورات الأحداث المحلية والإقليمية وعرض وجهة نظر الحزب تجاهها». ونقل البيان عن أبو الفتوح تأكيده «أهمية احترام إرادة المصريين في إنجاح ثورتهم وإتمام عملية التحول الديموقراطي وفقاً لأولوياتهم الوطنية من دون تدخل خارجي». والتقى مؤسس «التيار الشعبي» حمدين صباحي السفير الهولندي خيرارد ستيخيس وأكد له قدرة المعارضة على انتزاع غالبية نيابية في حال أجريت الانتخابات بشفافية. ونقل عن صباحي قوله خلال اللقاء ان المعارضة «تتمسك بضمانات لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة على رأسها تعيين نائب عام جديد وصوغ قانون انتخابات يكفل مبدأ تكافؤ الفرص وتشكيل حكومة جديدة محايدة تدير ما تبقى من المرحلة الانتقالية».