دعت منظمات يهودية متطرفة تطلق على نفسها اسم «ائتلاف منظمات الهيكل» أمس الجمهور الإسرائيلي إلى الدخول المسجد الأقصى اليوم الأربعاء وغداً الخميس للاحتفال بعيد نزول التوراة «الشفوعوت»، فيما أحرق متطرفون يهود ثلاث سيارات في قرية عربية شمال إسرائيل وكتبوا شعارات عنصرية ضد العرب والمسلمين ورسموا نجمة داوود على جدران مسجد قريب. وأعلنت المنظمات اليهودية أنها خصصت غداً الخميس لإقامة مراسم احتفالية للأطفال في ساحات المسجد الذي أطلقت عليه اسم»جبل الهيكل»، مشيرة إلى أن الاحتفالات ستقام في ساحات المسجد ومناطق قريبة منه بمشاركة عدد من رجال الدين اليهود. وبينت الدعوات التي ترجمتها ونشرتها «مؤسسة الأقصى للوقف والتراث» المتخصصة في الدفاع عن المسجد الأقصى، أن عضو الكنيست اليميني المتطرف من حزب الليكود الحاكم موشيه فيجلين سيشارك في احتفالات ستقام الخميس على جبل الزيتون قبالة المسجد الأقصى. وجاءت هذه الدعوات في وقت اقتحمت فيه مجموعة يهودية ساحات المسجد الأقصى صباح امس تحت حراسة الشرطة الإسرائيلية. وقالت «مؤسسة الأقصى» إن المجموعة التي اقتحمت ساحات المسجد ضمت 148 شخصاً، بينهم عضو الكنيست الإسرائيلي السابق ميخائيل بن آري، والناشط في حزب «ليكود» اليميني يهودا كليك. ودخل المتطرفون اليهود إلى باحات المسجد ضمن برنامج السياحة الأجنبية التي تشرف عليه الشرطة الإسرائيلية التي وفرت لهم الحماية من مئات المصلين وطلبة العلم المتواجدين في الحرم. وقالت «مؤسسة الأقصى» إن اليهود الذين اقتحموا الحرم كانوا يحملون خرائط للهيكل المزعوم الذي يدعون أن المسجد مقام على أنقاضه. ونشر عضو الكنيست من حزب «البيت اليهودي» مردخاي يوجيف دعوة في وسائل الإعلام لبناء كنيس يهودي في الجزء الجنوبي من المسجد الأقصى. واعتبر نائب رئيس «الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني» الشيخ كمال الخطيب، الاقتحامات الإسرائيلية المتكررة للمسجد الأقصى المبارك «تصعيداً نوعياً غير مسبوق» مشيراً إلى «التوافق بين المؤسسات الإسرائيلية والتوجه الشعبي في عمليات الاقتحام». واعتبر الخطيب تصريحات رئيس الكنيست الإسرائيلية حول حرية دخول اليهود للأقصى بأنها «تمثل دعوة وغطاء سياسياً للاقتحامات». ولفت إلى «التنافس بين أعضاء الكنيست الإسرائيلي لاقتحام المسجد الأقصى». في غضون ذلك، يواصل متطرفو اليمين الإسرائيلي اعتداءاتهم على المواطنين العرب في الداخل ضمن ما يسمونه عمليات «جباية الثمن» التي اعتادوا على تنفيذها في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، إذ أفاق سكان قرية أم القطف في «المثلث الشمالي» على جريمة إحراق ثلاث سيارات في باحة مسجد القرية فيما كتبت شعارات عنصرية ضد العرب والمسلمين ورسم نجمة داوود على جدران المسجد. كذلك كتبت شعارات عنصرية في مدينة صفد تدعو إلى ترحيل العرب (الطلبة الجامعيين) من المدينة. وربطت مصادر في الشرطة الإسرائيلية بين هاتين الفعلتين ومقتل مستوطنيْن إسرائيليين الأسبوع الماضي في مستوطنة في الضفة الغربية على يد مسلحين فلسطينيين. وساد السخط العارم أهالي قرية أم القطف والمنطقة وقادة الجماهير العربية الذين حذروا من مغبة استمرار هذه الاعتداءات من دون أن تتحرك الشرطة ضد الفاعلين. من جهته تعهد وزير الأمن الداخلي إسحاق أهارونوفتش بإلقاء القبض على الجناة. وقال رئيس الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر الشيخ رائد صلاح، إن «ما نراه اليوم هو تنظيم صهيوني إرهابي من الدرجة الأولى»، داعياً الجماهير العربية إلى أن تعد العدّة «لنقوم بحراسة بيوتنا ومساجدنا التي انتهكت حرمتها من خلال هذا التنظيم المخطط». وحمّل النواب العرب المسؤولية للشرطة التي تقاعست في الكشف عن الذين نفذوا اعتداءات مماثلة في يافا واللد والقدس وصفد وغيرها. وجاء في بيان للناطق باسم وزير الأمن الداخلي اسحاق أهرونوفيتش أن الأخير يبدي امتعاضه من الحادثين «اللذين من شأنهما شحن الأجواء» مضيفاً أنه لن يرتاح «حتى نمسك بهؤلاء المجرمين». وأضاف أن «شرطة إسرائيل شرعت في تحقيقاتها في هذه الحوادث، «وسأستمر بالعمل بالتعاون مع عناصر أخرى باتخاذ خطوات لمكافحة هذه الظاهرة والحد منها ولجمها». إلى ذلك، ذكرت الشرطة الإسرائيلية أن متطرفين أحرقوا ثلاث سيارات الثلثاء في قرية أم القطوف العربية في منطقة وادي عارة شمال إسرائيل، وخطت نجمة داود على جدران مسجد قريب في القرية، فيما عثرت على كتابات معادية للعرب على جدار مبنى في مدينة صفد في شمال إسرائيل. وفتحت الشرطة تحقيقاً في القضيتين، وتضاعفت في الأيام الأخيرة الاعتداءات ضد أملاك عربية أو فلسطينية.