الهلال والنصر وثالثهما الكأس، ستحضر حينها الشياطين كافة للظفر به. فمنذ زمن طويل لم يلتقِ الهلال والنصر على نهائي كبير، و لا تمر عادةً نهائيات الهلال والنصر مرور الكرام، فمن منا ينسى ثلاثية الهلال بالمدافعين في شباك الصبياني، ومن منا ينسى ثلاثية النصر في مرمى السلومي بمباركة إبراهيم العمر حكم تلك المباراة التي مضى عليها أكثر من 18 عاماً، وما تزال تذكر! هذا النهائي حساباته مختلفة جداً، فالهلال تعوّد في الأعوام الخمسة الماضية على أن يصل إلى «الكأس» عبر بوابة النصر، إما من دور ال16 أو ال8 أو نصف النهائي، وجاء الدور للنهائي ليؤكد الهلال تخصصه في العبور من البوابة الصفراء إلى المنصات. النصر يشهد صحوة منذ عامين، تعلو وتنخفض، ففي العام الماضي وجد نفسه في النهائي فجأة، لذا خرج بهزيمة مدوية، وفي هذا العام عوده أكثر يباساً، لكنه ما زال قابلاً للكسر بسهولة، متى ما تحكم الطرف الآخر في اللعبة! هذا النهائي مهم لقائد الهلال ياسر القحطاني بالذات، ليرد على الكل ويثبت قيمته أمام من ينتظرون الفرص ليمارسوا عبثيتهم ضده، وأظنّه نهائي ياسر وحده! هذا النهائي مهم أيضاً لمحمد الشلهوب، ليودع به مشواره الحافل بتتويج لا ينسى، وتكريم يبقى في الذاكرة، وهذا النهائي أيضاً مهم لرئيسي الناديين لإثبات أن مشروعهما الإداري يثمر ويستثمر، ومن سيفوز منهما سيكون ضمن ولاية مقبلة من دون ضجيج، ومن سيخسر لا بد ألا يدخل النادي ثانية بعد المباراة! هذا النهائي، سيتجاوز مفهوم الرياضة المعتاد، لأن المستطيل الأخضر له حسابات مختلفة! ولا بد فيه من قتال من قبل ومن بعد، فالنصر خسر محترفه الإكوادوري، وبدأ مشجعيه في التأويلات واللت والعجن والمعتاد وتحميل الهلال كل شيء، ومحاولة شحذ همم لاعبيهم بطريقة الانتقام والثأر ومصطلحات بعيدة عن الرياضة وممارستها! هذا النهائي، لا بد له من صافرة تضبطه كما يجب. صافرة نضمن في وجودها أن العدل وحده سيحضر، وليتنا لا نفاجئ بخيارات تحكيمية بليدة لأسماء مستهلكة، ستفسد رونق المباراة وألقها! فهذا النهائي لا أظنّه يسمح ببطل جديد، فهو لا يريد التغيير، لأنه مع «الزعيم»، ومن يفوز بالزعيم لن يرضى بسواه. [email protected] K_batli@