كل مشجع هلالي أو نصراوي يريد أن يفوز فريقه بمباراة الغد، وبعدها لن يسأل الله بطولات هذا العام، وتلك الأمنية لها ما يبررها، لأن الفوز بها لن يغادر الذاكرة أبداً. خلال العقد الماضي تغلّب الهلال على النصر في جلّ المباريات، وأخرجه من البطولات واحدة تلو الأخرى، ومع ذلك لم يشف غليل جماهيره بعد، وما زالوا يريدون الفوز أكثر! وجماهير النصر تعودت على الهزيمة من الهلال أخيراً، وكلما حلمت بالفوز جاءتها الصفعة أقوى، ومع ذلك ما زالت تشعر بأنها ستفوز، وأن صبرها الذي طال سيدخر الله له أجراً عظيماً. مباراة الفريقين الأخيرة التي فاز فيها النصر، أظنها كانت حلاوة روح للنصر، ومحاولة ناجحة من الهلال، للخلاص من المدرب، مما جلبه للفريق من ضياع للهوية والشخصية، فسيدخل الهلال المباراة ومعه مدرب وجد نفسه الرجل الأول في أكبر نادٍ في آسيا، لذا لن يدع الفرصة تفلت من بين يديه، ولا بد له ألا يذوق طعم النوم إلا ليلة السبت، بعد أن يكون أتم مهمته بنجاح! ومدرب النصر ما زال كل شيء يبتسم له، وكل شيء يقول له هناك بطولة تنتظرك، إذ استطاع أن يفرض أسلوبه، وأن يصنع ثقافة الفوز لفريقه. أسوأ ما في مباراة الفريقين، هو ما يحدث خارج الملعب، فها هو اتحاد الكرة يرضخ للنصر، ويجد له مخرجاً، ليضم لاعباً أجنبياً جديداً يرونه قادراً على إتمام الفوز ليلة الغد، واتحاد الكرة الجديد خسر المعركة باكراً! فخسر أن يفرض شخصيته، وهرب رئيسه من الزحام، ليتفقد المحترفين في البرتغال، وكأن هؤلاء المحترفين هم أمل الكرة القادم! فاتحاد كرة القدم الجديد لم يستثمر المناسبة جيداً، فما زال يخسر الفرص تلو الأخرى في بيان، إننا في حضرة اتحاد قوي قادر على اتخاذ قراراته بنفسه من دون توصيات وضغوطات من خارجه. مباراة الهلال والنصر ستكون حافلة بالكثير، وسيجد الجميع مواد إعلامية خصبة لمدى زماني طويل لن ينسى، بقي أن نعرف من سيكتب سيناريو ليلة الغد، هل هم اللاعبون أم الحكم أم أمور مشتبهات، فالخوض فيها يخرجنا من العقل كله. حتى يفوز النصر لا بد من أن يرفع الظلم عن لاعبيه كافة، وحتى يفوز الهلال يجب أن يعلم رئيسه أن الاستثمار لا يجلب بطولات، ولكن الروح والثقة هما ما تخطوان بك إلى المنصات وتتوجانك بالذهب. [email protected] K_batli@